طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

بلدة الباغوز بدير الزور، آخر معاقل تنظيم داعش في سوريا، وقعت بيد تنظيم بي كي كي، وبذلك لم يبق بحوزة داعش أي أراض في سوريا. أي أن ذريعة داعش التي استغلتها الولايات المتحدة انتفت.

انتهى داعش في الظروف الحالية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لإعلان النصر الكامل، ليمهد الطريق أمام الانسحاب من سوريا.

لكن ماذا سيحل بتنظيم بي كي كي في هذه الحالة؟

أتمت تركيا استعداداتها من أجل عملية عسكرية ضد شرق الفرات. وفي تلك اللحظة اقترحت الولايات المتحدة إنشاء منطقة آمنة.

بالنظر إلى التصريحات الصادرة في قمة ميونخ الأمنية فإن الغرب يعارض تنفيذ تركيا العملية من جهة، ووضع المنطقة الآمنة تحت إشراف أنقرة من جهة أخرى. وهو يريد استغلال المنطقة الآمنة لحماية بي كي كي.

من الواضح أن الجميع يريدون استمالة التنظيم. فالأسد يطلب منه الانضمام إليه ويحذره من أن الولايات المتحدة لن تحميه.

بدورها، تحذر واشنطن التنظيم من الاتفاق مع النظام السوري وتهدده بإنهاء شراكتها معه. أما فرنسا فتطلب دعم بي كي كي وعدم التخلي عنه.

في ظل هذا الخلاف من المفيد النظر إلى الموقف الروسي أيضًا. تدعم موسكو دعوة النظام السوري التنظيم للانضمام إليه. فقد قال مساعد وزير الخارجية سيرغي فيرشينين: "ينبغي على الأكراد بدء حوار مع النظام" في إشارة إلى بي كي كي.

بي كي كي ليس تنظيمًا إرهابيًّا بالنسبة لروسيا. لكن علاقاتها معه ليست بقوة التحالف الأمريكي مع التنظيم.

إذا وضعنا في الاعتبار العلاقة الوثيقة بين بوتين وأردوغان وأهمية التحالف الاستراتيجي بين البلدين نجد أن اتخاذ روسيا موقفًا مشابهًا للبلدان الغربية بخصوص بي كي كي لن يقدم لها أي منفعة.

في هذا السياق، ربما يكون بوتين يحاول حل مسألة بي كي كي من خلال إقامة حوار بين أنقرة ودمشق، عبر طرح اتفاقيات موقعة بين العاصمتين في عهد حافظ الأسد.

إذن، ماذا سيحدث الآن؟

موقف تركيا واضح. يجب أن يبتعد بي كي كي عن حدودها، إما عن طريق عملية عسكرية أو منطقة آمنة تحت إشراف تركيا.

الإطار الذي حدده وزير الدفاع التركي خلوصي أكار واضح. فهو يقول إن منطقة آمنة سوف تُنشأ بطول 450 كم وبعمق 32 كم.

ويضيف: "لن نسمح أبدًا بوجود التنظيم الإرهابي في هذه المنطقة".

من الواضح أن بي كي كي لن يكون له وجود في المنطقة الآمنة، والسبيل إلى ذلك وضعها تحت إشراف تركيا. وإلا فمن المفيد التذكير باستمرار التحضيرات التركية واسعة النطاق منذ أسابيع من أجل عملية عسكرية ضد شرق الفرات.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس