محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

في بعض الأحيان ترفض آذاننا قبل عقولنا ما نسمعه. شهدنا واحدة من هذه الحالات أمس الأول، على لسان بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية في مدينة جنيف السويسرية، خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة..

هذا الرجل قال إن تدويل التحقيقات حول جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، يعني التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية..

أي تقع إسطنبول؟

هل كان بندر العيبان يظن أن إسطنبول واحدة من مناطق مدينة جدة؟ ألم يسمع بأن قطيعًا من الموظفين القتلة القادمين على متن طائرتين من السعودية إلى مطار إسطنبول، قاموا بقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلادهم بإسطنبول، ثم قطعوا جثته، حتى يقول إن الجريمة هي شأن داخلي سعودي؟

السلطات السعودية اتخذت تدابيرها!

إليكم المزيد.. بندر العيبان قال أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن قتل خاشقجي يمثل جريمة خطيرة وحادثة مؤسفة.

ورفض رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية الدعوات إلى تدويل التحقيقات في جريمة قتل خاشقجي، موضحًا أن الجريمة أصابته بالذهول، وأن سلطات بلاده اتخذت التدابير اللازمة بشأنها.

مجلس حقوق الإنسان إلى جدة!

الموظف السعودي تحدث بلهجة مؤثرة إلى درجة لن نستغرب معها اعتزام مجلس حقوق الإنسان الأممي نقل مقره إلى مدينة جدة السعودية.

بل إن موظفي المجلس سينزلون في الفنادق الفخمة، التي يُحتجز فيها بعض الأغنياء السعوديين. كما أن ولي العهد، الذي نُفذت الجريمة بدون علمه! سيقدم تبرعات لمجلس حقوق الإنسان بمليارات الدولارات.

ما لا تستسيغه الأذن لا يقبله العقل

كما قلت في مطلع المقال، مثل هذه الأقوال لا تستسيغها آذاننا قبل أن ترفضها عقولنا. ألا يُصنف قول بندر العيبان إن "ترفض بلادي بشكل قاطع تدويل قضية خاشقجي"، في هذه الفئة من الأقوال؟

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس