تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك

للتوتر المتصاعد في إدلب سببان، أولهما ظاهر والآخر خفي. السبب الأول هو نوايا روسيا والنظام السوري تنفيذ عملية عسكرية.

أما الثاني فهو مناورات أجهزة الاستخبارات، ومنها سي آي إيه والموساد والاستخبارات البريطانية والفرنسية والألمانية والسعودية، التي تقيم علاقات مع التنظيمات الإرهابية.

لهذا أخذت تركيا على عاتقها مهمة شديدة الصعوبة في إدلب على الصعد الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية، على الأخص عند الأخذ في الاعتبار أن أيًّا من الأطراف لا يؤيد الحل السلمي. 

لهذا توجد إشارات استفهام حول كيفية خفض التوتر في إدلب، أو مدى ثباته في حال خفضه. وعلاوة على ذلك فإن من الوارد أن تحيك الأجهزة الاستخباراتية وعلى رأسها سي آي إيه والموساد مؤامرات قذرة في المنطقة. 

عن كيفية ذلك، يشرح الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين، الرئيس السابق لدائرة الاستخبارات في الأركان التركية، فيقول:

"الاستخبارات الأمريكية والأوروبية واستخبارات بلدان المنطقة تستخدم التنظيمات في إدلب. وتسعى للربط بين تركيا والعناصر الراديكالية.

تعمل هذه الأجهزة على اتهام تركيا بدعم التنظيمات الراديكالية، والتعاون معها. هذا ما تقوم به أجهزة الاستخبارات، لكنها ستترك الإعلان عنه للسياسيين الأمريكيين والأوروبيين. 

وقد يقدم هؤلاء على هذه الخطوة في وقت بحيث من الممكن أن تقع تركيا في وضع حرج. بمعنى أنها بينما ستكون منشغلة بمعالجة مشكلة خطيرة كشرق المتوسط وقبرص، ستضطر للتعامل مع المشاكل التي تثيرها الأجهزة الاستخباراتية في إدلب، وتوجيه قوة أكبر إلى هناك. وقد تجبر على دخول قتال فجأة". 

كيف؟

"ترغم الأجهزة الاستخباراتيبة روسيا على تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة، في مسعى لإفساد ذات بين أنقرة وموسكو. ولهذا قد تتسبب الأجهزة المذكورة بتدهور العلاقات التركية مع روسيا والغرب على حد سواء.

تشهد إدلب حربًا بين الأجهزة الاستخباراتية بكل معنى الكلمة في إدلب. جهاز الاستخبارات التركي لديه شبكة كبيرة من العناصر البشرية، وبواسطة هذه العناصر في إدلب يسيطر على المنطقة".

وهل يكافح جهاز الاستخبارات التركي بمفرده كل الأجهزة السرية المتقدمة في العالم؟

"جميع أجهزة الاستخبارات، بما فيها التركي، على ارتباط مع بعضها. تتواصل كل الأجهزة وتتبادل المعلومات. وبطبيعة الحال يسعى البعض منها للإيقاع بالآخرين أحيانًا. لكن بالنتيجة تجدون دائمًا جهازًا يتعاون معكم. 

يتعاون جهاز استخبارات ما مع آخر من جهة، ويدفع الطرف الثاني لفعل شيء ما من جهة أخرى. كما أن ساحة الصراع هي منطقتنا التي نعرفها جيدًا.

بطبيعة الحال هناك ما ينقص جهاز الاستخبارات التركي بالمقارنة مع سي آي إيه، لكنه يخوض هذه الحرب بشكل ممتاز من خلال عناصر الاستخبارات البشرية. وفي الحقيقة فإن هذه الحرب ستسعر أكثر مع مرور الوقت".

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس