احمد تاشكاتيران - صحيفة ستار

تساءل الكاتب "أحمد تاشكاتيران" في مقال نشرته صحيفة "ستار" التركية عن إمكانية كسب "رجب طيب أردوغان" المزيد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية من خلال تبنّيه للقضية الفلسطينية وخصوصاً غزة.

 وتابع "تاشكاتيران" قائلاً "إن أردوغان يتطرق إلى القضية الفلسطينية في كل محفل وفي كل لقاء له مع المواطنين، ويُذكّرهم بالمأساة التي يعيشها الفلسطينيّون في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي فاقت مظالمه ظلم هتلر". كما أوضح أن أردوغان يذكر القضية الفلسطينية رغم اتهام المرشحين الاخرين له باستغلالها من أجل دعم حملته الانتخابية.

وقد أكد الكاتب أنّ أردوغان يدافع عن القضية الفلسطينية في وقت تخلت فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبعض الدول العربية وبعض شرائح المجتمع التركي عن حماية أهل غزة، موضحاً أنّ هذه الدول والشرائح الاجتماعية قدّمت الغطاء الشرعي للعدوان الإسرائيلي على غزة بحجة الدفاع عن نفسها. كما بين الكاتب أنّ أردوغان يصر في دفاعه عن القضية الفلسطينية، رغم الانتقادات الموجهة إليه من الداخل التركي بأنه يولي اهتماماً لغزة أكثر من باقي العرب.

وفي هذا السياق قال "تاشكاتيران": "أعتقد أنّ أردوغان لا ينتظر مكسباً سياسياً من خلال دفاعه عن القضية الفلسطينية، لا بل ربما يكون أردوغان على دراية بأنّ دفاعه عن القضية الفلسطينية قد ينعكس سلباً على السياسة التركية في المحافل الدولية. أظنّ أنّ أردوغان يدافع عن قضية غزة من منطلق أنّها قضية إنسانية، وأنّه سيظل يدافع عنها حتى لو استدعى الأمر أن يبقى لوحده".

وفي خضمّ حديثه أكّد "تاشكاتيران" أنّ أردوغان يلعب لعبة كبيرة كونه انسان صاحب مبدأ وعقيدة. وتابع قائلاً "الرئيس أوباما أيضا صاحب عقيدة، ولكن عقيدته لا تسمح له بالاعتراف بالمجازر الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني. فكل واحد يعمل وفق عقيدته.

"الله يكفينا"

وفي مستهل حديثه، أكّد "تاشكاتيران" أنّ عبارة "الله يكفينا" التي يكررها أردوغان، ربما لايفهمها الكثيرون. كما أشاد بروح الإيمان التي يتحلى بها "أردوغان" عندما قرأ سورة الفاتحة أمام ما يقارب المليونين من أنصاره. حيث تابع قائلاً "أعتقد أنّ صوت أردوغان يعلو كل الأصوات في العالم فيما يخص القضية الفلسطينية. هل هناك صوت أقوى من صوت شخص يدافع عن صرخة طفل مظلوم. لنسأل إسرائيل باللغة التي تفهمها، هل كان فرعون أقوى أم موسى؟ هل كان هتلر أقوى أم الذين قتلهم كانوا أقوى؟ هل أطفال غزة أقوياء أم نتنياهو أقوى؟".

كما انتقد "تاشكاتيران" في حديثه، مواقف كل من الرئيس الأمريكي "أوباما" ورئيس الوزراء الإنكليزي "كاميرون" والمستشارة الألمانية "ميركل" والرئيس الفرنسي "هولاند" حيال ما يجري في غزة من قصف للقوات الإسرائيلية للأطفال العزّل الذين لجأوا إلى مدارس الأمم المتحدة هرباً من العدوان الإسرائيلي. واعتبرهم متخاذلين ولم يقوموا بدورهم في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وإنقاذ الأطفال والنساء والعُزّل من تحت الأنقاض.  كما أكد أنّ التاريخ سيذكر مواقفهم المخزية هذه.

وفي هذا الإطار، أشاد "تاشكاتيران" بمواقف أردوغان المشرفة في دفاعه عن القضية الفلسطينية، رغم انشغاله بخوض معركة الانتخابات الرئاسية. وقد انتقد الكاتب الدول الإسلامية الذين تخلّوا عن حركة حماس والإخوان المسلمين من أجل إرضاء كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك من خلال الاعتراف بحكومة السيسي الانقلابية. وأفاد بأن هؤلاء لن يكون لهم أي شيء في المستقبل، وأنّ العالم الإسلامي لن يبقى هكذا. حيث قال في هذا السياق "إن مواقف أردوغان لا بد أن تخلق عالماً إسلامياً جديداً عاجلاً أم آجلاً. وسيرى كل واحد مدى تاثير عبارة "الله يكفينا" في نفسه".

غزة غزة دائماً غزة

وفي ختام حديثه، أجرى الكاتب مقارنةً بين نظرة حزب الشعب الجمهوري ونظرة أردوغان على القضية الفلسطينية. حيث قال "عندما أنظر إلى "إحسان أوغلو" لا أرى فيه إلا عقلية حزب الشعب الجمهوري، أمّا عندما أنظر إلى شخص "أردوغان" الذي يقول "حتى لو بقيت وحدي فإنّني سأدافع عن القضية الفلسطينية" فإنّني أرى فيه قيم الإنسانية الحميدة، وأرى أنّه جديرٌ بأن يكون قائداً عالمياً".

وختم الكاتب مقالته بالكلمات التالية:

"كالحمامة التي جلبت الماء من أجل إبراهيم عليه السلام

ماذا تقول غزةُ عن رجب طيب أردوغان؟

حمداً لله على وجودك أيها الصديق، أيها الأخ، سلِمَت روحُك.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس