ترك برس 

قالت صحيفة القبس الكويتية إن هدف عملية نبع السلام التي بدأتها تركيا يوم الثلاثاء، هو إبعاد مقاتلي تنظيم "ي ب ك" عن حدودها وإقامة منطقة آمنة، بما يمكن اللاجئين السوريين من العودة إلى وطنهم.

وأضافت الصحيفة أن أنقرة رأت منذ بدء موجات نزوح المدنيين السوريين، أن خير طريقة لحمايتهم، تكون بإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية. وعرضت على إدارة الرئيس باراك أوباما في أيار/ مايو 2013 تأسيس منطقة عازلة، لكن الطلب قوبل في كل مرة بالتسويف والمراوغة والمماطلة.

 وووفقا للصحيفة فإن تركيا تستفيد في حملتها العسكرية الحالية من خمس عوامل دولية وإقليمية:

أولاً، اكتشفت انقرة باكرًا ميل الرئيس ترامب إلى الانسحاب من حروب أمريكا في الشرق الأوسط، وعملت على هذه الجزئية لإقناع ترامب بجدوى إقامة المنطقة الآمنة، لكن الرغبة التركية كانت تلقى معارضة قوية من قبل وزارتي الدفاع والخارجية.

 وقد تلقفت أنقرة لحظة تحرك الديموقراطيين بهدف عزل الرئيس الأمريكي، فبادرت الى تحريك قواتها والتحضير لبدء العملية مستفيدة من انشغال الرئيس ترامب بأزمته الداخلية. 

ثانيًا، رغم معرفة القيادة التركية بأن إيران ترفض بشدة التدخل التركي كونه يصب في مصلحة المعارضة السورية التي ترفض فكرة بقاء نظام الأسد، فإن طهران التي تواجه ضغوطًا إقليمية ودولية كبيرة، جراء العقوبات الأمريكية والتوترات في الخليج، تمييل الى تليين موقفها مع تركيا التي أعلنت رفضها للعقوبات.

ثالثًا، لا يختلف الموقف الروسي عن الموقف الإيراني، فموسكو التي تدعم الأسد لا ترغب بأي تطورات من شأنها تقوية المعارضة، لكنها لا ترغب في صدام مع تركيا قد يدفع الأخيرة إلى الحضن الأمريكي. وترى موسكو فائدة من العملية العسكرية التركية تتمثل في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وإن كانت ستضعف النظام في المفاوضات المستقبلية مع المعارضة.

ورأت الصحيفة أنه لا يمكن استبعاد عامل الصفقات والعلاقات التجارية بين أنقرة وموسكو، لا سيما صفقة منظومة إس 400، في التأثير في مواقف الرئيس فلاديمير بوتين، وتأجيله صدامًا مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

 رابعًا، تدرك أنقرة أن النظام السوري يتبع السياسة الروسية، ومن ثم فإن التصريحات الصادرة عن دمشق لا يعتد بها ما دامت موسكو صاحبة القرار وتبدو متساهلة إزاء عزم أنقرة إقامة المنطقة الآمنة. 

 خامسًا، غياب أي دور عربي مؤثر في سوريا يجعل من هذا البلد فريسة لكل أشكال التدخل الخارجي. ويضاف إلى ذلك غياب التأثير الأوروبي في سوريا والذي لا يتجاوز التصريحات المنددة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!