ترك برس 

رأى الخبير في الشأن التركي، علي حسين باكير، أن تركيا عازمة على الحفاظ على حقوقها في ثروات الغاز والنفط دون تقديم تنازلات، وأنها ستعتمد في ذلك على قوتها البحرية المتنامية. 

وفي مقال نشرته صحيفة العرب القطرية، كتب باكير إن أنقرة قررت بعد رفض قبرص مبادرات الحل الدبلوماسي الاعتماد على قدراتها الذاتية الصاعدة في مجال البحث والتنقيب عن النفط، مدعومة بقدراتها البحرية المتعاظمة شرق المتوسط لإعادة رسم خطوطها الحمراء شرق البحر المتوسط. 

واعتبر باكير أن موقف اليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من عمليات التنقيب التركية ليس غريبا، إذ إن جميعها يستفيد عمليًا بطريقة أو بأخرى سياسيًا واقتصاديًا من عمليات التنقيب أحادية الجانب التي تجريها قبرص اليونانية. 

وأضاف أن لهذه المجموعة هدف آخر وهو تقويض قدرة تركيا على الحصول على مصادر القوّة، ومحاولة عزلها إقليميًا، وهو ما تشير إليه العقوبات الأوروبية وتلويح واشنطن المستمر بعقوبات أقسى ضد أنقرة.

وأوضح أن هذا الهدف يبدو من خلال التكتل الناشئ الذي يضم إسرائيل ومصر واليونان وقبرص اليونانية، وهو تكتل يهدف إلى حرمان تركيا من الحصول على موارد الطاقة شرق المتوسط، ومنافسة دورها كمركز رئيسي لتوزيع الطاقة إلى أوروبا.

ووفقًا لباكير، فإن الموقف التركي الحازم ينبع من عدة معطيات أهمها أن اكتشاف النفط والغاز سيحدث تحولًا استراتيجيًا في المعطيات الاقتصادية التركية، وسيكون لذلك مردود مضاعف على المدى المتوسط والبعيد على قطاعات أخرى.

أما الأمر الثاني، وفقًا للباحث، فهو امتلاك تركيا واحدًا من أكبر الأساطيل البحرية في البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن أنقرة تقوم في الآونة الأخيرة بتحديث القطع البحرية الموجودة لديها بأنظمة تقنية وملاحية وأجهزة رادار وأنظمة تسلح محلية الصنع.

وخلص إلى أن هذه المعطيات تعطي أنقرة القدرة على أن توظف قوتها البحرية في خدمة مصالحها الاستراتيجية، وتخولها الدفاع عن حقوقها شرق البحر المتوسط بثبات ودون تقديم تنازلات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!