كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

مما لا شك فيه أن إيران كانت الشريك الخفي في الحرب التي انتشرت في العالم الإسلامي عقب هجمات 11 سبتمبر. وكان قاسم سليماني من مهندسي هذه الشراكة السرية ميدانيًّا. 

كانت إيران دولة تعاونت معها الولايات المتحدة بشكل رئيسي في احتلال أفغانستان والعراق وسوريا. رأى الغرب في إيران دائمًا حليفًا ضد الإسلام. وتعاونت واشنطن مع طهران ميدانيًّا عقب 11 سبتمبر. 

مع انتهاء عهد أوباما حدث تغير لا مفر منه في العلاقات، لعب فيه ترامب دورًا هامًّا. حسبنا النظر إلى المكان الذي قُتل فيه سليماني حتى ندرك أن سليماني، على عكس الأساطير المتداولة، كان يسرح ويمرح في مناطق الاحتلال الأمريكي وكان مدينًا بوجوده دائمًا للولايات المتحدة.

ألم ينهِ ترامب دور هذا الرجل بحملة واحدة؟ هذا يعني أن سليماني لم يكن عدوًّا للولايات المتحدة في الحقيقة، وكما نلاحظ فإنه كان بإمكان واشنطن التخلص منه قبل 10 سنوات. السبب الوحيد لعدم القضاء عليه هو أنه حليف للدولة العميقة بالولايات المتحدة. 

الجميع تحدث في الداخل والخارج عن أن الاغتيال كان له "مفعول الصدمة"، وأجمع المختصون على أنه لم يكن منتظرًا. لأنه كان هناك اتفاق بين إيران والدولة العميقة بالولايات المتحدة. 

تواصلت السياسة الأمريكية وفق هذه القاعدة حتى اليوم، لكن عندما جاء رئيس لا يعترف بالقواعد، قال: "بما أنكم تقولون إن قاسم سليماني هو أكبر عدو للولايات المتحدة، إذن هو الهدف الأول اقضوا عليه". هذا هو سبب "الصدمة". 

من المعروف أن سليماني كان المسؤول الوحيد عن سياسة إيران في الشرق الأوسط، فما هي هذه السياسة؟ 

سليماني كان فاعلًا أبرزته "حرب الوكالة" التي اندلعت شرارتها عقب 11 سبتمبر. نشرت إيران هذه الحرب التي فرضتها الولايات المتحدة، عبر فاعلين من أمثال سليماني. 

إذا كانت إيران الحليف في استراتيجية نشر حروب الوكالة في العالم الإسلامي، فإن منسق هذه الاستراتيجية في الشرق الأوسط كان قاسم سليماني. 

يتساءل الجميع فيما إذا كانت المنطقة ستنجر إلى حرب جديدة. إذا تمادت إيران فإنها ستواجه ردًّا قويًّا من الولايات المتحدة. فلم يعد في مواجهتها رئيس كأوباما يمكن اعتباره شريك سري. 

أولوية طهران ستكون إبقاء الحرب خارج إيران والحفاظ على ماء وجهها. أما ترامب فسيسعى لجر إيران إلى طاولة المفاوضات وتحويل اغتيال سليماني إلى مكسب سياسي كبير. 

نأتي إلى موقف تركيا، التي كانت المستهدف أولًا من حرب الوكالة. لكن أنقرة تمكنت من وقف الولايات المتحدة وإيران في المنطقة.

لذلك لا ينتظرن أحد من تركيا أن تلعب دور درع يحمي إيران. أنقرة لن تقع في مثل هذا الفخ..

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس