عزيز أوستال – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

ظلت الألسنة تتناقل الحديث عن تلك المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة إلى حلفائها عقب الحرب العالمية الثانية تحت اسم "مشروع مارشال"، نسبة إلى رئيس هيئة الأركان الأمريكي جورج مارشال. 

بفضل مشروع مارشال فرضت الولايات المتحدة هيمنة ثقافية مذهلة في العالم. على سبيل المثال، بموجب اتفاقية موقعة مع تركيا مُنحت الأفلام الأمريكية حرية العرض بلا رسوم ولا ضرائب ولا قيود. 

عبر هذه الأفلام دخلت العلكة والكولا والسجائر الأمريكية والجينز والأحذية المسماة "لوفر"، حياتنا اليومية. وفوق ذلك فإن الجنود الأمريكيين القادرين على التسوق من المخازن العسكرية المتمركزة بتركيا والمسماة "p-x"، أصبحوا أغنياء. 

على سبيل المثال، كانوا يبيعون الأحذية التي يشترونها بـ 65 ليرة من هذه المخازن بـ 450 في تركيا. في حين أن علبة السجائر التي لم تكن تكلف الجندي الأمريكي قروشًا كانت تباع بـ15 ليرة. 

وفي تلك الأثناء، زار رئيس الجمهورية آنذاك جلال بايار الولايات المتحدة، واجتمع مع رئيسها إيزنهاور 10 دقائق، ثم أمضى في هوليود مع ميكي ماوس ساعتين، ومع بطوط ساعتين ونصف، وبقية اليوم مع شخصيات الرسوم المتحركة الأخرى. 

وعندما عاد إلى تركيا توجه فورًا إلى حديقة تقسيم في إسطنبول وزف البشرى للشعب بأننا سنكون أمريكا الصغرى!

وماذا حدث بعد ذلك؟

أرسلنا قواتنا إلى بلد اسمه كوريا، لم نكن نستطيع حتى أن نشير إلى موقعه بشكل دقيق على الخريطة. سقط منها 741 قتيلًا وأكثر من ألفي جريح. في المقابل حصلنا على تأشيرة الدخول إلى الناتو. 

من اتخذ قرار إرسال القوات إلى كوريا؟ رئيس الجمهورية جلال بايار، ورئيس الوزراء عدنان مندريس، ورئيس البرلمان رفيق كورالتان ورئيس الأركان نوري ياموت. المسوغ كان انضمامنا إلى الناتو.

قرار إرسال قوات إلى كوريا اتُّخذ في وقت كان يطالب فيه ستالين والاتحاد السوفيتي بمحافظاتنا الشرقية ويقف مواقف معادية لتركيا باستمرار. 

بعد إرسال قواتنا إلى كوريا تسارعت مساعدات مارشال، فانهمر علينا الكثير من الأشياء التي لا حاجة لنا بها بدءًا من البطانيات إلى أغطية الأسرّة وعصير الفواكه المعلب وحتى الألبسة الداخلية. 

لم يكن المهم ما يصل من مساعدات، إنما تشكيل درع مشترك ضد الاتحاد السوفيتي. بعد أن دخلنا الناتو لم يستطع ستالين أن يطلب منا حتى القمامة، هكذا انتهت القضية ونُسيت.

عن الكاتب

عزيز أوستال

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس