ترك برس

تعمل آلاف الامهات في جيش الصحة التركي المتصدي لمحاربة تفشي فيروس كورونا، وقد قضين يوم عيد الأم في وضع مختلف ومؤسف هذا العام، لاضطرارهن إلى المحافظة على المسافة الاجتماعية فيما بينهن وبين أطفالهن بسبب طبيعة عملهن.

حل فريق قناة TRT ضيفا على اثنين من الأمهات العاملات في مجال الرعاية الصحية، اللتين أمضيا يوم الأم هذا العام دون أن يعانقا أطفالهن.

تعمل السيدتان في فريق "فيلياسيون" لمكافحة فيروس كورونا، ولذلك يكنّ على أهبة الاستعداد في كل لحظة، ومع كل رنة هاتف يحصل الفريق على معلومات عن إصابة، فيتوجهن إلى المكان ليقمن بعمل مسح لكل من يحيط بالمصاب للحيلولة دون تفشي الوباء.

توجد في الفريق امرأتان من أخصائيي الرعاية الصحية، هما أمهات، كل منهما أم لطفل أكبرهم لا يزيد عن 9 أعوام، ويضعن مسافة بينهن وبين أطفالهن كأي عامل في مجال الرعاية الصحية.

وفي حديث لقناة TRT، قالت أخصائية الصحة العامة الدكتورة سيلين أولوداغ: "أنا طبيبة منذ 16 عاما، أعمل أخصائية في الصحة العامة، ومتزوجة ولدي طفلين يبلغان من العمر 7 و9 أعوام. زوجي أيضا طبيب ولذلك نضطر لترك أطفالنا عند أمهاتنا لرعايتهما، ولا يمكنني رؤية أطفالي أثناء الأسبوع، يصعب عليهم ذلك وعلينا أيضا. أقول لطفليّ إنني ذاهبة لعلاج المرضى ليحصلوا على الشفاء لأنهم بحاجتي، وهما يتفهمان ذلك، ويرددان: أمي تشفي المرضى، أمي وأبي يشفيان المرضى".

يخدم العاملون في المجال الصحي المرضى آملين بشفائهم، ولكن في ظل أزمة كورونا، يتعكر صفو قلوبهم من شوقهم لأطفالهم وعدم تمكنهم من لمسهم والاقتراب منهم بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي الفيروس، ولحسن الحظ غالبا ما يدعم الأطفال أمهاتهم في الامتثال لذلك.

تعمل الممرضة عائشة جانكارا في فريق "فيلياسيون" لمكافحة كورونا، وتقول: "لا أستطيع ترك أطفالي عند والدتي لإقامتي في منطقة بعيدة عنها، ولأنها امرأة مسنة تبلغ من العمر 80 عاما. لكنني أقوم بعزل نفسي في غرفة منفصلة في المنزل، ويستخدم أطفالي غرفا وحماما خاصا بهم، و أستخدم  غرفة وحماما خاصا بي. لا أذكر متى كان آخر عناق لي مع أطفالي، اشتقت لمعانقتهم وتقبيلهم كما أنهم اشتاقوا لذلك أيضا، دائما يقولون لي ذلك".

أكبر أحلام هاتين الوالدتين هي معانقة أطفالهما لفترة طويلة وقضاء بعض الوقت معهما. وقد وجّها طلبا إلى الشعب التركي بأن يمتثلوا للتدابير المتخذة في مكافحة تفشي فيروس كورونا، وأن يحافظوا على النظافة والمسافة الاجتماعية.

تعمل الممرضة إيفر أتشيك في مستشفى كلية الطب التابعة لجامعة إيجة منذ 12 عاما، و هي أم للطفل محمد أرين ذو التسعة أعوام، وقد أصيبت منذ شهر بوباء كوفيد 19، وعولجت لخمسة أيام في المستشفى ثم بقيت معزولة في منزلها 14 يوما.

وفور ظهور نتيجة فحصها سلبية عادت أتشيك إلى عملها، الذي اضطرها للإقامة في السكن المخصص لموظفي الرعاية الصحية من قبل إدارة المستشفى، كي لا تتسبب بالعدوى لابنها، الذي يتحدث معها في المساء عبر مكالمة فيديو.

وقد جهّز الابن محمد أرين مفاجأة لوالدته بمناسبة يوم عيد الأم، بالتنسيق مع شخص يعرفه تواصل مع مدير جامعة إيجة الدكتور نجدت بوداك، ففاجأ أرين والدته بمقابلتها في حديقة المستشفى للاحتفال بمناسبة عيد الأم بمشاركة  المدير بوداك والمناوبين في الخدمة. مع ذلك لم تعانق أتشيك ابنها وحافظت على المسافة فيما بينها وبينه.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!