ترك برس

تباينت آراء الخبراء والمحللين حول الأنباء التي تشير إلى قيام القوات المسلحة التركية بنشر منظومات دفاع جوي في مطار بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا، في ظل وقف إطلاق النار المستمر منذ فترة.

وتحدثت تقارير عن أن تركيا بدأت خلال الأيام القليلة الماضية بنشر منظومات صاروخية دفاعية في أرياف إدلب، وسط ترجيحات من مراقبين بأن يكون الغرض من ذلك، التحسب لمراحل لاحقة.

وبحسب صحيفة "عربي21" الإلكترونية، أكدت مصادر متطابقة، قيام الجيش التركي بنشر منظومات دفاع جوي (متوسطة المدى) من طراز هوك "إم آي إم-23" أمريكية الصنع، في مطار تفتناز بريف إدلب الشرقي، ما أثار تساؤلات حول دلالات ذلك، والرسائل التي تريد أنقرة إيصالها، والأطراف المعنية بها.

ونقلت الصحيفة عن القيادي في الجيش السوري الحر، العقيد مصطفى بكور، قوله إن الخطوة المذكورة تعبر عن فقدان ثقة تركيا بمدى التزام روسيا والنظام وإيران بالتهدئة في إدلب.

وأضاف بكور أنه "بما أن الوضع في الشمال أصبح غير قابل للتفاوض أكثر مما تم التفاوض عليه، فإنه من المتوقع في حال خرق النظام للاتفاق بشكل كبير أن تكون المواجهة كبيرة، وتحتاج إلى مختلف أنواع الأسلحة ومنها مضادات الطيران الفعالة لتحييد الطيران المعادي".

الباحث في "المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام"، النقيب رشيد حوراني، اعتبر بدوره أن تركيا تريد إظهار قوتها في الملف السوري لتحقيق أهداف سياسية، بعد أن استطاعت اللعب على التوازنات منذ بداية الثورة السورية.

وأوضح أن "تركيا التي قلبت الموازين في ليبيا، تدرك مدى المأزق الروسي في سوريا بسبب النظام من جهة، وبسبب إيران وإجماع المجتمع الدولي على تحجيمها من جهة أخرى، لتأتي خطوة نشر منظومة الدفاع الجوي الأمريكية الصنع كرسالة جدية، بأنها قادرة على استخدامها هنا لخلق واقع عسكري جديد، كما فعلت في ليبيا".

وحسب الحوراني، فإن اختيار تركيا لمنظمة أمريكية الصنع، يدلل على دعم أمريكي لتركيا، في أي عمل عسكري في إدلب ضد النظام والأطراف الداعمة له.

الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أديب عليوي، اعتبر بدوره أن نشر تركيا للمنظومات الدفاعية، يأتي في إطار التحضر لكل السيناريوهات.

وقال: إن العدد الكبير للجنود الأتراك في إدلب يتطلب حماية جوية، وخصوصا إذا أخذنا بالحسبان قيام النظام بدفع إيراني بمحاولة إنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الأخير (اتفاق موسكو) حول إدلب، مؤكدا أن تركيا لن تسمح مجددا بتعريض جنودها للموت، كما حصل سابقا.

من جانب آخر، لفت عليوي إلى احتمالية قيام روسيا بالتصعيد في إدلب رداً على تراجع قوات "حفتر" في ليبيا، وقال: "ما جرى هناك من اندحار لقوات حفتر، يعد صفعة لروسيا، ومن غير المستبعد أن تقوم الأخيرة بالتصعيد في إدلب ردا على ذلك".

وزاد عليوي: "الجيش التركي، باعتباره من الجيوش المحترفة، يحتاج لمنظومات دفاعية لحماية قواته في المناطق التي ينتشر فيها، والشمال السوري على رأس هذه المناطق".

ولم يذهب الكاتب الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، عن القراءات السابقة التي تفسر قيام بلاده بنشر منظومات دفاعية جوية في إدلب.

وقال: "تريد تركيا تحقيق الندية مع روسيا في سوريا، موضحا: "لم تتوقف تركيا عن إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب، تحسبا لاندلاع الحرب مجددا، بحيث تكون قادرة على الرد، والأهم من ذلك أنها تريد تحييد سلاح الجو التابع للنظام".

وأضاف أوغلو، وفق الصحيفة، أن "تركيا كذلك تريد تحقيق الندية مع روسيا التي تسيطر على الأجواء السورية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!