ترك برس

بدأ محمود أتيش، 48 عامًا، منذ تفشي فيروس كورونا بجمع الخبز من حاويات القمامة في الحي الذي يقيم فيه لإطعامه للطيور.

يدير أتيش مطعمًا في مدينة أماسيا شمالي تركيا، وقد بدأ منذ ثلاثة أشهر بجمع الخبز الذي يٌرمى في القمامة بهدف إطعامه للطيور، حيث يتجول في سيارته بعد أدائه لصلاة الفجر في حي "شيهجوي"، ويقف عند كل حاوية قمامة في الحي لجمع الخبز الملقى فيها، ويضعه في صندوق سيارته ويجلبه إلى مكان عمله.

يفصل أتيش الخبز المتعفن عن الخبز النافع، ثم يفتت الخبز وينقعه لتبدأ جولته الثانية ويسكب الخبز المنقوع في المناطق الخضراء المنتشرة بأرجاء المدينة ليكون طعامًا للحيوانات والطيور على نحو خاص.

وفي حديث لقناة TRT، قال أتيش إنه كان يفكر بطريقة لمساعدة الحيوانات والطيور عند بداية تفشي وباء كورونا، ووقع نظره في أثناء تفكيره على الخبز الملقى في حاويات القمامة، فبدأ منذ ذلك اليوم بجمعه من الحاويات يوميًا لإطعام الطيور.

ذكر أتيش أنّه يجمع قرابة 100 كيلوغرام خبز من قمامة حي واحد فقط، داعيًا الجميع إلى "شراء خبز بالقدر الذي يستطيع أكله لمنع الإسراف في الخبز". وقال: "هناك من يتضور من الجوع في العالم، والإسراف ليس من ديننا ولا من ضميرنا، لذا أرجو من الجميع عدم الإسراف بهدر الخبز، وأن يشعروا بحساسية حفظ النعمة".

أعلن أتيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمواطنين المقيمين في منطقته عن برنامجه اليومي، وطلب منهم المساعدة بوضع الخبز المتبقي لديهم في أكياس وتركه إلى جانب حاوية القمامة لتسهيل عمله، كما دعاهم لشراء حاجتهم من الخبز وعدم الإسراف في شرائه.

قال أتيش: "تعاون معي الجميع بحمد الله، كما بدأ يقل الخبز الملقى في القمامة مع مرور الأيام". ودعا الجميع لمراعات حيوانات الشوارع والطيور وجميع المخلوقات الأخرى في الطبيعة، وإعطائهم لو القليل من الأهمية.

وعن عمله، قال أتيش إنّه يهتم بتقديم خدماته لزبائنه في المطعم وفقًا لما يرغب به الزبون، وأضاف: "كما نتبع طريقة في تقديم الخدمات لزبائننا في المطعم، فهناك طريقة لتقديم الخدمات للحيوانات، فالطيور لا تأكل الخبز الجاف لو ألقيته لها كما هو".

وتابع قائلًا: "أجمع الخبز يوميًا وأفتّته وأضعه في دلو مع قليل من الماء لتليينه، ثم أقدّمه للطيور. يعجبني صوت الحمام عندما يراني حاملًا طعامه. وأهدف من عملي اليومي لإنقاذ الخبز الملقى بالقمامة فأحفظ هذه النعمة، كما أشبع بطون الحيوانات أيضًا. يهمني ذلك كما ينبغي على الجميع أن يهتم بذلك".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!