ترك برس

لم يحُل تقاعد محمد دنيز، البالغ من العمر 80 عامًا، دون استمرار حياته وعطائه. يقيم دنيز في منطقة كارشيياكا التابعة لولاية إزمير غربي تركيا، وقد عمل في شبابه ضابط صف، وواصل عطاءه حتى حصل مؤخرًا على شهادته الجامعية الخامسة، ليحصل على لقب “الجد الرائع!”، ويقول إنه يطمح لدراسة فرع سادس ثم الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه.

بدأت قصة حياة دنيز ، عند ولادته عام 1940 في منطقة سينديرغي بولاية باليكسير، وقد حصل على مئات الشهادات طوال حياته، حيث سجل بالعديد من البرامج والدورات التدريبية والتعليمية. نال أيضا شهادات جامعية جراء تلقيه العلم الجامعي في خمسة فروع مختلفة عبر كليات التعليم المفتوح.

وعلى الرغم من اضطراره في صغره لترك دراسته في منتصف المرحلة الثانوية، إلا أنه أتم تعليمه الثانوي بعد تقاعده من عمله كضابط صف، ليكمل مشواره التعليمي بالالتحاق بالجامعة لأول مرة عند بلوغه 61 من العمر، وسجل قيده في قسم إدارة المكاتب بكلية التعليم المفتوح.

قرر دنيز، الأب لطفلين والجد لحفيدين، بعد تخرجه من قسم إدارة المكاتب مواصلة تعليمه الجامعي، وأطلق عليه أهالي منطقته لقب “الجد الرائع!” بفضل عزمه وإصراره وابتهاجه بعودته للتعلم.

أتم الجد الرائع تعليمه الجامعي من كليات التعليم المفتوح، وحصل على شهادات من الفروع التالية على التوالي: اقتصاد، وإدارة أعمال، واللغة التركية وآدابها، وحصل على آخر شهادة في عام 2020 في اختصاص الحقوق ليملأ منزله بالشهادات، ولم يرغب بعد تقاعده بأن يقضي وقته كبقية أقرانه فيما بين المنزل والمقاهي بل كانت رغبته العلم والتعلم.

في حديث لوكالة الأناضول، أكد دنيز أنه عمل في المنظمات غير الحكومية بشكل تطوعي، وأنه لم يترك القراءة والدراسة أبدا، فقد كانت أيامه مليئة بالأنشطة طوال حياته، مما أثر  على صحته إيجابيا، لذلك يشعر بأنه لا يزال في الخمسين من عمره فقط، كما كان يعمل في شبابه بالترجمة للغتين الروسية والألمانية، ويهوى سماع موسيقى الروك. وقد تلقى تدريبات في عدة مجالات مثل الكمبيوتر والراديو، والتحق أيضا بدورات القرآن الكريم.

أشار دنيز ، إلى أن الهدف من دراسته في قسم اللغة التركية وآدابها هو تعلم اللغة العثمانية، وقال: “يسألني الشباب الذين قدمت الامتحان معهم باستغراب كيف استطعت الحصول على شهاداتي؟ وكيف استطعت أن أكمل دراستي في هذا العمر؟ فقد أدهشهم ذلك كما نال إعجابهم”.

أثر عمل دنيز في إدارة الكوارث والطوارئ “أفاد” تطوعيا، على خطته المستقبلية، وقال: “سأدرس في العام المقبل في قسم إدارة  الطوارئ والكوارث، وبعد تخرجي أريد أن أدرس الماجستير ثم الدكتوراه في العلاقات العامة”.

أضاف الجد الرائع أن أبناءه وأحفاده لا يمكنهم منافسته في طريق العلم، وقال: "هذه هو تأثير العزم والإصرار، فهم يقولون لي (كيف تفعل ذلك؟)، لدي كتب للدروس، أقوم بدراستها حتى الصباح يوم الامتحان، ثم أقدم الامتحان وأنجح، وأطلب من أقراني أن يحتذوا بي كي لا يصابوا بالزهايمر. أناشدهم بأن لا يبقوا في البيت وأن يعملوا بأعمال تطوعية، وأنا أؤكد أنهم سيشعرون بالسعادة من ذلك، قولوا دائما: (أنا أريد أن اساعد أيضا)”.

كما أوصى دنيز الشباب الذين قدموا معه الامتحان بهذه الوصية: “اجعلوا حياتكم مليئة بالحيوية واعملوا بنشاط وادرسوا بجد واجتهاد”.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!