ترك برس

نجح العديد من المصابين بمتلازمة داون بقليل من الجهد بتأدية وظائف صعبة من الرياضة إلى الفنون. وحول العالم يبلغ عدد المصابين بالمتلازمة قرابة ستة ملايين شخص، من بينهم 70 ألف شخص في تركيا. ومؤخرًا تأسست فرقة موسيقية تركية من المصابين بمتلازمة داون، على غرار   كما أسست فرقة مؤسيقية تركية على غرار فرقة "باركسيون" من مدينة بريمن الألمانية.

يختلف عدد كروموسومات الشخص الطبيعي (46 جينًا)، عن عددها عند الشخص المصاب بالمتلازمة، حيث يبلغ 47 جينًا، وقد اعتمدت الأمم المتحدة يوم 21 آذار/ مارس يومًا للتوعية بمتلازمة داون منذ عام 2011، الذي يحمل أهمية كبيرة للمصابين ولعوائلهم.

يقدم مركز "تومورجوك" للإرشاد والتعليم بمنطقة مالتبه في إسطنبول دعما تعليميا للأفراد المصابين بالاضطرابات النفسية، خاصة المصابين بمتلازمة داون. ويمتاز عن غيره من المراكز بأن أمهات الأطفال المصابين هن مؤسسات المركز، فقد تأسس من قبل أمهات 21 طفلًا مصابًا بإعاقة ذهنية، وحمل في نفس الوقت لقب أول تعاونية اجتماعية في تركيا.

يبذل المركز غير الربحي، جهودا كبيرة لتزويد الأفراد المعاقين عقليا بالمهارات الاجتماعية إضافة للتعليم الأكاديمي، كما توجد فرقة موسيقية خاصة بالمركز، الذي يفتح أبوابه دائما للأنشطة الاجتماعية ويساهم في المجالات الرياضية والثقافية والفنية.

يعمل ياشار موربينار، رئيسًا للفرقة الموسيقية ومتطوعًا لتدريبها. تخرج ياشار من جامعة الشرق الأوسط التقنية، وقام بجهود كبيرة لمدة عشرة أعوام قبل تقاعده في تدريب الفئات المحرومة على الموسيقى، مثل ضحايا الزلزال والأطفال المقيمين في الإصلاحيات والمعاقين.

ذكر موربينار، أنّه أسّس فرقة موسيقية بالمركز، تتألف من 13 شخصا معاقا ذهنيا، وأنّ هذه الفرقة شاركت بنجاح في عدة أنشطة وبرامج مختلفة، وقال: "عزفت فرقتنا المئات من الحفلات الموسيقية. في تركيا العديد من الأفراد الناجحين المعاقين ذهنيا، منهم أبطال السباحة ومنهم من أسس حياته الخاصة بنفسه. وينبغي علينا غرس التعليم والثقة بالنفس فيهم".

أشارت ياسمين أرينل، إحدى الأمهات المؤسسات للمركز، والدة ديلا، البالغة 33 عاما والمصابة بمتلازمة داون، إلى عدم معرفتها بأي شيء عن المتلازمة إلى حين إنجابها ابنتها، وقالت: "واجهتُ صعوبات بعد ولادة ابنتي كأي أم مثلي، وبذلت جهودا في تعليم طفلتي من أجل دمجها وقبولها في المجتمع. تختار أمهات الأطفال العاديين مدارس أطفالهم العادية، أما أطفالنا فلا يقبل بتسجيلهم في هذه المدارس، لذلك قررنا نحن أمهات 21 طفلًا معاقين ذهنيا إنشاء مركز تومورجوك للإرشاد والتعليم الخاص من أجل مستقبل أطفالنا".

تأسس المركز في البداية بدعم من العوائل، ثم خُصّص صندوق خاص لدعمه من قبل وزارة التربية والتعليم الوطني، كما يحق لكل فرد يعاني من إعاقات عقلية دون تمييز التسجيل في المركز والحصول على 8 ساعات تعليمية مجانا في الشهر.

ونظرًا لكونها أمًا لابنة معاقة ذهنيًا ولمعرفتها بما يحتاجه الأطفال في هذه الحالة، أكدت ياسمين أرينل أن "بإمكان كل أم لطفل معاق ذهنيا التواصل معي لأقدم لها الدعم الاستشاري والمساعدة".

وقد صرحت الجمعية التركية لمتلازمة داون، بأن عدد المصابين بالمتلازمة في تركيا يقدر بحوالي 70 ألف شخص وستة ملايين حول العالم، كما يحقق الأفراد المصابون بها العديد من النجاحات عند تلقيهم برامج تعليمية وتدريبية مناسبة. كان المصاب في الماضي غير قادر على القراءة، لكنه اليوم يمكنه التخرج من المدرسة الثانوية أو الجامعة أو تعلم لغة أخرى، كما يمكنه العمل والعيش بحياة مستقلة أو شبه مستقلة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!