ترك برس

تتيح وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" (TİKA) لأفريقيا "القارة السوداء" الفرصة لاكتشاف إمكانياتها والمحافظة على ثقافتها، من خلال مساعدتها في جميع المجالات الحياتية من التعليم إلى الزراعة ومن الصحة إلى الإقتصاد.

تعد وكالة تيكا من إحدى المؤسسات الرائدة في الدبلوماسية العامة ونشر الثقافة التركية على الساحة الدولية، حيث تواصل تقديم يد العون في مناطق جغرافية مختلفة بالعالم.

لا يقتصر دور تيكا على الوصول للمحتاجين في القارة السوداء أفريقيا، بل تقدم دعما بأعمال التجديد والترميم للكنوز الثقافية في الدول الأفريقية.

كانت تركيا من أوائل الدول التي قدمت يد العون لعدة دول أفريقية، بعد تفاقم أزمة وباء كوفيد 19 والصعوبات التي ظهرت في مواجهته، وقد قدمت المساعدات التركية في مواجهة الوباء من خلال تيكا، التي تبرعت بالإمدادات الطبية ومواد التنظيف والتعقيم للدول الأفريقية.

اشتركت تيكا مع وكالة التعاون السنغافورية بتدريب خبراء في مجال الطيران والأرصاد الجوية عبر الأقمار الصناعية من 15 دولة أفريقية، وكان لهذا التدريب أهمية كبيرة من حيث أهمية التعامل مع المعطيات المناخية.

بالإضافة إلى ذلك قدّمت تيكا تدريبًا للمزارعين ودعمًا بالبذور لعدة دول أفريقية، كما وفرت تدريبًا للعاملين في تربية الثروة الحيوانية.

وأسهمت تيكا بدعم المستثمرين أصحاب المشاريع الخاصة، من خلال تأسيس مراكز تدريب مهني، مما وفر لعدد من المواطنين الأفارقة فرصة لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم بالدخل الذي يحصلون عليه من الإنتاج.

كانت تيكا رائدة في جهود مساعدة المعاقين على الاندماج في الحياة الاجتماعية، والتغلب على الصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية، من خلال تعليم عدد منهم مهنًا توفر لهم فرص عمل ودخلًا ثابتًا، إضافة لتقديم الإعانات الإغاثية لهم. 

وفي إطار جهود مد يد العون للمحتاجين في عدة دول بالعالم، أرسلت تركيا في عام 2017،  200 سفير متطوع إلى 18 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا، في سياق برنامج منظم بالتعاون مع الخطوط الجوية التركية، ووكالة الأناضول، وشبكة TRT، بتنسيق وتنفيذ تيكا.

نفذ السفراء المتطوعون أنشطة مساعدات إنسانية وثقافية واجتماعية، إضافة إلى مشاريع ترميم وإصلاح وتوفير معدات لعدة أماكن مثل المدارس ودور الأيتام والمكتبات ودور العبادة.

وأقيمت مراسيم ختان لـ4000 طفل خلال 12 يومًا في مختلف أنحاء دولة تشاد وسط أفريقيا، حيث قام أطباء اتراك متطوعين بختان الأطفال بدعم من وزارة الصحة التركية ووكالة التعاون والتنسيق تيكا ومنظمة متطوعين مدنية. 

أجرت تيكا أيضًا أعمال ترميم في جوامع تاريخية بأفريقيا مثل جامع كتشاوة بمنطقة القصبة في الجزائر، المعروفة باسم "المدينة القديمة"، الذي أدرج حاليا في قائمة التراث الثقافي العالمي، وقد بناه باربروس خير الدين باشا في عام 1520، كما تمت توسعته من قبل العثماني حسن باشا بهدف توسيع مكان العبادة بداخله في عام 1792.

أرادت إدارة الاستعمار الفرنسي تحويل جامع كتشاوة لكاتدرائية في عام 1832، لذلك قصفت القوات الفرنسية الجامع بالمدفعية، بعد معارضة السكان المحليين، الذين تناوبوا لحمايته، وقتل جراء القصف حوالي 4000 شخص وأحرقت المصاحف، وفقا لأقوال مؤرخين جزائريين، ثم استخدم كمستودع ذخائر وسكن أسقف، وهُدم على يد الفرنسيين وبنيت كاتدرائية مكانه في عام 1844.

أدى الجزائريون أول صلاة جمعة فيه بعد الاستقلال عام 1962، ثم أغلق وتوقفت العبادة بداخله عام 2008، بسبب ما لحق به من أضرار في زلزال عام 2003، ثم أعيد فتحه للعبادة في عام 2018، بعد تولي تيكا أعمال ترميمه.

رممت تيكا جامع "سويتو"، الواقع في مركز سويتو بجنوب أفريقيا، الذي يعد أحد رموز المقاومة ضد نظام الفصل العنصري الحاكم للبلاد من 1948 إلى 1994، وكان له مكانة خاصة لدى السكان المسلمين السود في جوهانسبرغ، وتم ترميمه من قبل تيكا، جراء تضرره من هجمات أنصار الفصل العنصري في الماضي، ويأتي ذلك ضمن جهود تركيا المناهضة العنصرية والداعمة لمسلمي جنوب أفريقيا.

أكملت تيكا ترميم جامع نور الحميدية في كيب تاون بجنوب أفريقيا، الذي تم بناؤه في عام 1884 بدعم من السلطان عبد الحميد الثاني، لذلك سمي بهذا الاسم، مما يدل على الرابط التاريخي بين البلدين، كما أسهم أهالي كيب تاون المسلمين ببناء الطابق الثاني للجامع.

وأجرت تيكا تحسينات للديكور الداخلي بجامع الحميدية، مستخدمة الخط الكوفي، وتمت زخرفته بالخشب والزجاج والطلاء وورق الذهب، وعُلّقت الجداريات.

وتواصل تيكا تقديم خدماتها المختلفة للشعوب الأفريقية، محتفظة بالتراث الثقافي للقارة السوداء، كما فتحت الطرق امامهم لاكتشاف إمكانيات بلادهم، من خلال 22 مكتبا في أفريقيا. تأسّس مكتبها الأول في أثيوبيا عام 2005، ونفذت حتى اليوم 7000 مشروع ونشاط في جميع أنحاء أفريقيا.

كما وقعت تيكا مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون الإنمائي مع مفوضية الاتحاد الأفريقي في بداية هذا العام، تضمنت الاتفاقية نطاقا واسعا من التنمية الاجتماعية والاقتصادية إلى تبادل الخبرات، وتعد هذه الاتفاقية مؤشرا على استمرار أنشطة تيكا في أفريقيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!