ترك برس

شهدت علاقات تركيا مع مختلف البلدان الإفريقية، تطوراً وزخماً كبيراً خلال العقد الأخير، وذلك لعدة عوامل مختلفة، من بينها انتهاج أنقرة سياسات تقوم على مبدأ "الربح المتبادل" مع بلدان القارة السمراء، فضلاً عن اتباعها سياسة القوة الناعمة، من خلال عدة مؤسسات حكومية نشطت في العديد من المجالات هناك.

ولعبت هذه المؤسسات التركية، بدور هام وريادي في تحقيق التنمية بالقارة الإفريقية، على مختلف الأصعدة، ناهيك عن تعزيز التعاون والصداقة التركية الإفريقية أيضاً.

أبرز المجالات التي ساهمت تركيا فيها عبر مؤسساتها الحكومية ومنظمات مجتمعها المدني، هي التعليم، والتنمية والثقافة.

وتتصدر الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، ومعهد يونس إمره، ووقف المعارف التابع لوزارة التربية، أبرز المؤسسات الحكومية التركية التي تنشط بمشاريع تنموية في القارة السمراء، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.

وتعرف المؤسسات الـ 3 المذكورة، بأنها القوة الناعمة للسياسات الخارجية التركية، حيث تساهم بدور كبير في الدبلوماسية الثقافية وتعزيز أواصر التعاون بين تركيا والبلدان التي تنشط فيها.

"تيكا"

افتتحت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، أول مكتب لها في قارة إفريقيا، عام 2005، وبالتحديد في إثيوبيا.

وفي يومنا الحالي، تمتلك الوكالة التركية مكاتب وممثليات لها في 22 بلد إفريقي، أبرزها الجزائر، ومصر، والسودان، وتونس، وتشاد، وإثيوبيا، وجيبوتي، والسنغال، وجنوب السودان.

ومنذ افتتاح أول مكتب لها في القارة السمراء، نفذت "تيكا" 7 آلاف مشروع في مختلف المجالات، أبرزها التعليم، والصحة، والزراعة، والثروة الحيوانية، إلى جانب تطوير البنى التحتية الإدارة والمدنية.

معهد يونس إمره

يبرز معهد يونس إمره بأنشطته في نشر اللغة والثقافة التركيتين، حيث أطلقت حتى الآن العديد من الفعاليات المتعلقة بهذا الخصوص، في بلدان إفريقية عدة.

المعهد الذي تأسس عام 2009 في أنقرة، يهدف للتعريف باللغة والثقافة والفنون التركية، وتقديم الخدمات اللازمة للراغبين بتعلم اللغة التركية خارج البلاد وزيادة التبادل الثقافي مع الدول الأخرى وتطوير علاقات الصداقة.

من أبرز البلدان الإفريقية التي ينشط فيها معهد يونس إمره، هي الجزائر، والمغرب، وجنوب إفريقيا، ومصر، والسنغال، والسودان، والصومال وتونس.

وإلى جانب الفعاليات التعليمية، يقيم المعهد دورات في الفنون اليدوية التركية، ومعارض فنية وثقافية، وفعاليات اجتماعية أخرى مثل "أيام السينما" التي تعرض خلالها أبرز الأعمال السينمائية والتلفزيونية التركية.

كما يقيم معهد يونس إمره، دورات لتعليم التركية العثمانية، والآلات الموسيقية التركية، فضلاً عن أنشطة لتحضير الطلاب للاختبارات اللازمة من أجل الدراسة في الجامعات التركية.

وقام المعهد منذ تأسيسه وحتى الآن، بتوقيع العديد من بروتوكولات التعاون مع عدة جامعات إفريقية.

وفي إطار هذه البروتوكولات، تقوم كوادر معهد يونس إمره، بتقديم دروس اللغة والثقافة التركية بالجامعات الإفريقية، في خطوة للتعريف بتركيا كما ينبغي وبالشكل الصحيح.

 وقف المعارف 

من المؤسسات الحكومية التركية التي تنشط بدور بارز في القارة الإفريقية، هي وقف المعارف التابع لوزارة التربية التركية، والتي اكتسبت أهمية كبيرة في جهود أنقرة لمكافحة تنظيم "غولن" الإرهابي على الصعيد التعليمي.

ويتخرج آلاف الطلاب سنوياً من مختلف مدارس وقف المعارف المنتشرة في 25 دولة إفريقية.

وتقدم مدارس وقف المعارف، خدمات التعليم على مختلف المراحل، بدءاً من مرحلة الروضة وحتى التعليم العالي.

ووصل إجمالي عدد طلاب مدارس الوقف حول العالم، 43 ألف طالب، بحلول يونيو/ حزيران 2021.

وفي سياق متصل، تمكن الوقف حتى الآن من استلام 216 مدرسة ومؤسسة تعليمية كانت تتبع لتنظيم "غولن" الإرهابي، وذلك في 19 دولة مختلفة.

كما نجح الوقف في تأمين إغلاق بعض مدارس "غولن"، أو نقله لأطراف أخرى غير تابعة للتنظيم الذي يتخذ من المؤسسات التعليمية غطاء لأنشطته غير القانونية في العديد من دول العالم.

وأنشأت تركيا عام 2016 وقف المعارف ليتولى إدارة المدارس التي كانت مرتبطة بتنظيم "غولن" الإرهابي في الخارج، وليقوم بإنشاء مدارس ومراكز تعليمية جديدة بمختلف دول العالم.

ويسهر الوقف على تنظيم أنشطة تعليمية وثقافية واجتماعية في تلك الدول، من أجل رفع جودة التعليم فيها وتعزيز العلاقات مع تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!