ترك برس

طور مهندسون أتراك برمجية رسم تعتمد على الذكاء الاصطناعي أطلقوها عليها اسم "الرسام الرقمي" (Dijital Ressam) القادر على تعلم الرسم مثل الإنسان، ويملك القدرة على التعلم والاستلهام والارتجال مثل الإنسان.

تختلف كل رسمة ينتجها الرسام الرقمي عن الأخرى، وعند النظر إلى مجموعة من رسوماتها، يلاحظ أنها تبدو مثل رسومات 100 رسام مختلف، ولذلك يستطيع الرسام الرقمي دائمًا إنتاج أعمال جديدة ومبتكرة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بالرغم من أن المتحكم به إنسان.

مهندس الكمبيوتر سنان دمير، أحد المطورين لبرمجية المشروع، تحدث في حوار لقناة "TRT خبر" عن الرسام الرقمي في حاضنة "كولوكتشا تكنوبارك" للشركات الناشئة، التي انطلق منها المشروع، وقال: "الرسام الرقمي الاصطناعي هو عبارة عن برنامج كمبيوتر يتعلم الرسم مثل الإنسان، يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي، كما يمكن اعتباره تقنية منتجة للأعمال الأصلية من خلال تعلم آلية إنتاج الإنسان وفقا للعقلية البشرية، ولديه القدرة على التعلم والاستلهام والارتجال وحتى الرسم وفقا لمشاعره تماما مثل الإنسان".

وأضاف: "يمكننا رسم مئات الصور التي يراها الجميع بأنها صور ظلية لإسطنبول، لكن كل صورة تبدو كأن فنانًا مختلفها رسمها وبناها بطريقة مختلفة، إنها نفسها من حيث المحتوى إلا إنها مختلفة جدا بالأسلوب".

وذكر دمير أن الرسام الرقمي أنتج عددًا كبيرًا من الرسومات من خلال الذكاء الاصطناعي، وقال: "تم رسم حوالي 20 ألف لوحة، وعرضنا حتى الآن 1000 رسمة منها فقط، وبالرغم من عدم وجود حد لهذه الأعمال، إلا أننا نريد رسومات أصلية وأكثر إبداعا بدلا من الرسوم الكثيرة، ونريد زيادة تنوع الصور وزيادة الفئات التي تنمي إليها".

لا يعتمد الذكاء الاصطناعي على مصدر واحد للتعلم حسب دمير، فالبرمجية الذكية تتعلم "من مئات المعلمين، وفي هذا السياق لا يمكنني القول بأننا نستخدم الرسام الرقمي للاستغناء عن كبار الرسامين من الماضي مثل بيكاسو وفان غوخ، بل نضيف له إبداعات فنية جديدة بأسلوب تكنولوجي، وأعتقد أن العالم يتشكل من جديد بإبداعات فنية تكنولوجية يتم إنتاجها بأسلوب جديد".

وأعرب دمير، عن إمكانية استخدام الرسام الرقمي في عدة قطاعات مختلفة: "فمن الممكن استخدامه في الصناعات المعتمدة على التصميم، مما يساعد في زيادة التنوع وخفض التكاليف والسرعة في تلبية احتياجات الناس للحصول على منتج فريد ومريح، وربما في المستقبل سيكون لكل منزل مصمم وطابع خاص وأشياء خاصة بذوق خاص".

وأضاف أن "رسام الذكاء الاصطناعي يعتبر مصممًا يعمل بالذكاء الاصطناعي، نعمل اليوم في كون ثنائي الأبعاد، وأتوقع مشاركته في الهندسة المعمارية بالمستقبل القريب، وأيضا في التصميمات ثلاثية الأبعاد. لن نرى في المستقبل أشياء متشابهة في المنازل بل سيكون لكل شخص ذوقه، كما ستحظى التصميمات الرقمية المتغيرة بشعبية كبيرة خاصة في العالم الافتراضي عالم "ميتافيرس" (Metaverse)".

أشار دمير، إلى أن إمكانيات استخدام هذه التقنية في العمارة غير محدودة: "فكّر بأن تغير تصميم منزلك كل يوم، فكر بأن تغير الشكل المعماري لمنزلك يوميا، قد لا يكون من الممكن القيام بذلك يدويا، لكن يمكن بالذكاء الاصطناعي إعادة تصميمه، كما لو أنك تجلس في منزل جديد كل يوم، أو تعمل في مكتب جديد كل يوم".

وأعرب دمير، عن عدم قناعته بنظرية المؤامرة التي تتوقع تواجه البشر مع الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وقال: "إذا تطور الذكاء الاصطناعي بأيدي جيدة يمكن للبشر الشعور براحة أكبر مع التقنيات المستقلة، فالتقنيات عبارة عن أداة، ومن المهم جدا تشكيلها في أيد أمينة، لذلك نحاول استخدامها بطريقة جيدة بصفتنا مهندسين جيدين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!