ترك برس

برز مؤخراً أزمة عالمية حول سلاسل توريد المواد الغذائية وخاصة الحبوب حول العالم، كإحدى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع تركيا لإطلاق مبادرة لمواجهة هذه الأزمة التي تهدد بمجاعة وأزمة عالمية إن لم تُحل على المدى القريب، بحسب خبراء.

وفي تصريحات أدلى بها، مؤخراً، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تعمل من أجل تسهيل نقل القمح والحبوب من أوكرانيا إلى جميع أنحاء العالم عبر ممر آمن للسفن.

وقال تشاووش أوغلو إن نظيره الروسي سيرغي لافروف، سيزور تركيا في 8 يونيو/ حزيران الجاري، وسوف يرافقه وفد عسكري.

وأشار إلى أن الزيارة ستشهد محادثات حول العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا، وضمان أمن الممر المخطط فتحه لسفن الشحن.

وأوضح أن الجانبين سيعملان معًا على تأمين الممر المذكور وتصدير المنتجات الروسية والأوكرانية إلى العالم.

وبيّن أن جميع الدول تعتبر تركيا دولة محورية في محادثات حل الأزمة الروسية-الأوكرانية، بفضل سياسة التوازن التي انتهجتها.

وأردف: "بمشيئة الله سوف ننشئ مركزًا في إسطنبول حول هذا الموضوع"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأثناء مشاركته في اجتماع وزاري حول أمن الغذاء العالمي بمقر الأمم المتحدة في 19 مايو/ أيار الماضي، قال تشاووش أوغلو إن الحرب الروسية - الأوكرانية أثرت بشكل مباشر على الأمن الغذائي العالمي.

ودعا إلى تعاون دولي لضمان ألا تؤدي الحرب، المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، إلى تفاقم أزمة الجوع.

وأفاد بأن "العمل جار لتشكيل مجموعة اتصال للتعامل مع هذه القضايا"، وبأن أنقرة عازمة على مواصلة التعاون مع المنظمات الدولية فيما يخص مسألة الأمن الغذائي العالمي.

المبادرة التركية حظيت بإشادة أيضاً من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

فخلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة الدولية بنيويورك سئل المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك عن موقف غوتيريش من إعلان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن بلاده تعمل مع المنظمة بشأن توفير ممر آمن لسفن الحبوب الأوكرانية، وفق مراسل الأناضول.

وأجاب دوجاريك بأن "الأمين العام ممتن للغاية للدعم الذي تقدمه تركيا فيما يتعلق بالوضع في البحر الأسود، وتعزيز جهود الأمين العام في هذا الصدد".

وروسيا وأوكرانيا من أكبر موردي الحبوب، لا سيما القمح في العالم، وتسببت الحرب بينهما في تراجع المعروض وارتفاع الأسعار.

والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده يمكن أن تضمن عبور السفن المحملة بالحبوب من البحر الأسود حتى البحر المتوسط، شريطة أن تحل كييف مشكلة إزالة الألغام من مياهها.

وتابع أن موسكو تتخذ إجراءات للتصدير الحر للحبوب الأوكرانية منذ أكثر من شهر، لكن من المهم التأكد من أن كييف ستضمن الموانئ.

وتقول موسكو إن خطط أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تهدد الأمن القومي الروسي، وتدعوها إلى التخلي عن هذه الخطط والتزام الحياد، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في سيادتها.

بدوره، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً بالدور الذي تلعبه تركيا في تصدير الحبوب من أوكرانيا.

وأوضح ماكرون في تصريح صحفي عقب قمة قادة الاتحاد الأوروبي، أنه خلال فترة قصيرة سيتم إخراج 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية، تحت رعاية الأمم المتحدة وبمساعدة تركية.

وأشار إلى أنه تم الحصول على نتائج إيجابية من المحادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تصدير القمح إلى خارج أوكرانيا.

وذكر الرئيس الفرنسي أن لتركيا وموقعها الجغرافي دور مهم في الاتفاقيات المتعلقة بالبحر الأسود.

وأضاف ماكرون أنه يثمن موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في جهودهما للتوصل إلى حل المشكلة في الأيام المقبلة.

وسبق أن حذر مسؤولون غربيون وروس من أزمة غذاء عالمية بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

وفيما يلي تقرير مصور لـ "TRT عربي" حول الخطة التركية لتحريك الأطنان المكدسة من القمح في أوكرانيا عبر البحر لتخليص العالم خطر من مجاعة محتملة:

https://twitter.com/TRTArabi/status/1532017878832062465

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!