جلال سلمي - خاص ترك برس

جميع المتابعون لتركيا والتطورات الجارية بها يعلمون بعض الفروق الخاص بالعمليتين الانتخابتين لتركيا، وبشكل عام تنبع هذه الفروق من كون عدم تمكن حزب العدالة والتنمية من الفوز في انتخابات 7 حزيران/ يونيو بنسبة أغلبية تمكنه من تأسيس حكومة بمفرده دون مشاركة الأحزاب الأخرى ولكن في انتخابات 1 نوفمبر تمكن حزب العدالة والتنمية من الحصول على نسبة عالية تمكنه من تأسيس حكومة بمفرده بكل أريحية وهنا بدأت بعض الفروقات الواضحة ظاهرة للعيان.

حسب تحليلات وتقييم وسائل الإعلام والخبراء والباحثين السياسيين؛ يمكن سرد هذه الفروقات بالشكل التالي:

ـ قبل انتخابات 7 يونيو ؛ حزب العدالة والتنمية وعناصره وأنصاره كانوا في خمول لا مثيل له  بينما عناصر وأنصار الأحزاب الأخرى كانوا يعملون بنشط النحل في خلية العسل.

ـ قبل الانتخابات؛ كانت الحملات الانتخابية الخاصة بحزب العدالة والتنمية مُتعلقة بالمشاريع الاقتصادية العملاقة العامة ولم يتطرق الحزب بشكل تفصيلي إلى المشاريع الاقتصادية المُتعلقة بالحياة اليومية للمواطن.

ـ قبل انتخابات 7 يونيو؛ خاطب حزب الشعب الجمهوري المواطنين بكل حساسية من خلال التطرق إلى مشاكل حياتهم الاجتماعية والاقتصادية الأمر الذي صب لصالحه بعض الشئ.

ـ قبل انتخابات 7 يونيو؛ كان هناك سباق انتخابي يعتمد على الإيدولوجية العرقية نوعا ً ما حيث كان العديد من المواطنين الأتراك متجهين نحو حزب الحركة القومية للتصدي لحزب الشعوب الديمقراطي الذي تم دعمه بشكل كبير من المواطنين الأكراد بشتى انتمائاتهم خوفا ً من البقاء أسفل الحاجز الانتخابي وبالتالي عدم وجود ممثلين للأكراد في المجلس.

ـ بعد انتخابات 7 يونيو وقبل انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ حصل حزب الشعب الجمهوري على نسبة 25 % وحصل حزب الحركة القومية على نسبة 16,3 % وحصل حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة 13,2%، فقامت قادة جميع هذه الأحزاب بالتحدث عقب إعلان النتائج وكأنهم أحزاب الأغلبية.

ـ بعد انتخابات 7 يونيو وقبل انتخابات 1 نوفمبر؛ اعترف حزب العدالة والتنمية بالأخطاء التي ارتكبها قبل انتخابات 7 يونيو ووعد ناخبيه بتعديل هذه الأخطاء، هذه الأخطاء هي كانت عبارة عن تغافله للمصالح الاقتصادية الشخصية للمواطن التركي، علم حزب العدالة والتنمية هذه الأخطاء ونزل الساحة الانتخابات قبل انتخابات 1 نوفمبر بوعود اقتصادية جلها كانت متعلق بالمصلحة الفردية.

ـ بعد انتخابات 7 يونيو وقبل انتخابات 1 نوفمبر؛ بدأ التسابق بين الأحزاب السياسية على وتر الأمن والاستقرار "فمن فقد نعمة أصبح يُعنيه استرجاعها" وكان لحزب العدالة السبق في الخبرة والاتزان، فصرف وعود سياسية واقتصادية واجتماعية متزنة مقارنة بالأحزاب الأخرى.

ـ بعد انتخابات 1 نوفمبر؛ حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 49,5% وهي نسبة أغلبية تؤهله لتأسيس حكومة بمفرده، وعلى الرغم من حصول حزب الشعب الجمهوري على نفس النسبة إلا أن أنصاره لم يخرجا إلى الشارع كما حدث عقب انتخابات 7 يونيو وكما أن زعيمه لم يلقي "كلمة الشرفة" كما فعل عقب انتخابات 7 يونيو عندما ألقاه وكأنه فائز بنسبة الأغلبية.

ـ بعد انتخابات 1 نوفمبر؛ غيرت أكبر وسائل الإعلام المضادة لنظام الحكم "وهي وكالة دوغان وجريدتها حرييت" موقفها المعادي إلى موقف معتدل.

ـ بعد انتخابات 1 نوفمبر؛ أصبح الكثير يتوقع تدخل تركيا بشكل أكبر في القضية السورية.

ـ بعد انتخابات 1 نوفمبر؛ استبشر المواطن التركي بالأمن والاستقرار بعد أن أصابه الخوف من فقدانه عقب انتخابات 7 يونيو.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!