ترك برس

قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس، تسفي برئيل، إن الولايات المتحدة بعد أن ساعدت الأكراد في طرد داعش من مناطق في شمال سوريا عادت وتخلت عنهم من أجل مصالحها مع تركيا بعد أن طالبتهم بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات ودعمت العملية العسكرية التركية هناك.

وأضاف برئيل في مقال نشرته الصحيفة اليوم الجمعة إن تهديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان واضحا لا يحتمل التأويل بأن على القوات الكردية الانسحاب إلى شرق نهر الفرات، وهو ما وصفه مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في حديث للصحيفة الإسرائبلية بأنه صفعة للقوات الكردية، وأن الأكراد يدفعون ثانية ثمن العلاقات المتوترة والمعقدة بين تركيا والولايات المتحدة.

وقال مسؤول كردي آخر للصحيفة إن التهديد الأمريكي يرسل رسالة محبطة وخطيرة لا للأكراد في سوريا فحسب، وإنما للشعب الكردي الذي اعتمد على الإدارة الأمريكية لكي تقف إلى جواره، مقرا بأن القوات الكردية في سوريا تطمح إلى تكوين إقليم مستقل.

وأضاف المسؤول الكردي إن الأمريكيين لم يعترضوا عندما أعلن الأكراد عن إقليم مستقل في سوريا، لكنها قرروا الآن الوقوف إلى جانب تركيا، وينتظرون من الأكراد في الوقت نفسه المساعدة في استمرار الحرب على داعش.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن تركيا تملك أوراق ضغط مؤثرة، فاستئناف العلاقات مع روسيا، وتشكيل اللجنة العسكرية للتعاون العسكري والاستخباراتي والسياسي الذي حظى بتأييد واشنطن، منح تركيا ورقة سياسية مهمة تستطيع بها التهديد بوقف التعاون مع أمريكا إذا سمحت للأكراد بتشكيل إقليم مستقل على حدودها مع سوريا.

وأضاف أن تركيا تملك أيضا ورقة بالغة الأهمية للضغط على واشنطن، وتتعلق بتسليم رجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة وتتهمه تركيا بتدبير محاولة الانقلاب. وعلى ذلك، والكلام لبرئيل، يمكن افتراض أن التهديد الأمريكي للاكراد جزء لا يتجزأ من الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات السياسية مع تركيا.

ووصف برئيل التهديد التركي بأنه تهديد حقيقي، مستدلا بموقف أنقرة قبل عامين من عدم السماح باستخدام قاعدة إنجيرليك لشن هجمات على سوريا واستخدامها في الخدمات اللوجيستية فقط، وخلال حرب الخليج الثانية رفض البرلمان التركي استخدام القاعدة لنقل القوات الأمريكية إلى العراق.

ورأى برئيل أن التحرك التركي يحظى أيضا بدعم إيران التي سعت من وراء الستار للمصالحة الروسية التركية، وانها تسعى من خلال المحور الذي تشارك فيه مع تركيا وروسيا إلى توجيه التحركات لحل الأزمة السورية، وكذلك لتحييد التحركات الدبلوماسية السعودية، وإبعاد تركيا عن التحالف السني الذي أقامه الملك سلمان.

وختم برئيل تعليقه بالقول بأنه لم يعد هناك سوى انتظار ما الذي سيفعله الأكراد بعد الصفعة التي تلقوها من الأمريكيين هذا الأسبوع. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!