ترك برس

"الأمريكيون همجيون لقد انتخبوا أرنولد شوارزنيغر فما الذي سيمنعهم من انتخاب ترامب؟".

لم تكن تلك العبارة التي قالها أحد التجار الأتراك في البازار الكبير قبل ما يقارب العام سوى تعبير عن وجهة نظر الشعب التركي في ترامب الذي صار الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة بعد إسدال الستار على نتائج الانتخابات التي أصابت الكثيرين حول العالم بالصدمة.

لكن، وكما يقال ليس حبا في علي ولكن كرها في معاوية، أبدى الأتراك تعاطفا مع ترامب في منافسته على كرسي الرئاسة مع هيلاري كلينتون، بسبب مواقف الإدارة الأمريكية الديمقراطية من تركيا بعد محاولة الانقلاب العسكري، ورفضها تسليم غولن، وحديث كلينتون عن دعم الميليشيات الكردية الإرهابية التي تخوض معها تركيا حربا في الداخل والخارج.

في المقابل ورغم تصريحاته العنصرية ضد المسلمين والأجانب، كان موقف ترامب واضحا في إدانة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، متهما إدارة أوباما بالتورط في دعم الانقلابيين.

في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز بعد أسبوع من الانقلاب، وردا على سؤال بخصوص احتمال أن تكون محاولة الانقلاب مسرحية من جانب الحكومة لتعزيز سلطتها، قال ترامب لا أعتقد أن الانقلاب الساقط مفبرك،ولكنني أثمن قدرة أردوغان على دحر تلك المحاولة.

وقال ترامب "بدا الأمر وكأنه انتهى في الساعة الأولى. وفجأة، شاهدنا الشيء المذهل وهو أن الشعب التركي كان هو الفائز. فقد خرجوا إلى الشوارع، ولم يبد الجيش راغبا في دهسهم بالدبابات كما حدث في ميدان تيانانمين، حيث كانت جموع المواطنين تُدهس هناك، وكانت تلك هي نهاية القصة. وأكرر لقد خرج الناس إلى الشوارع، ولم يكونوا مؤيدين لما فعلته مجموعة من داخل الجيش".

وفيما يتعلق بالانتقادات الأمريكية لحملة التطهير التي تشنها الحكومة التركية ضد مدبري الانقلاب فاجأ ترامب الأمريكيين بقوله "ما هذا الحق؟ هل يتعين علينا في الولايات المتحدة انتقاد أوضاع حقوق الإنسان في مناطق أخرى؟".

وأضاف "في تقديري أنه حينما يتعلق الأمر بالحريات المدنية، فإن بلادنا تواجه مشكلات كثيرة، وأعتقد أن من الصعب جدا بالنسبة لنا أن نزج بأنفسنا في شؤون البلدان الأخرى في الوقت الذي لا نعرف فيه ماذا نفعل، ولا نرى ما يحدث في بلادنا. فلدينا مشكلات كبيرة حينما يُطلق النار على رجال الشرطة لدينا في الشوارع، حينما تقع أعمال شغب، حينما تقع أحداث فيرغيسون وبالتيمور. فحينما تكون لدينا مشكلات كهذه، يجب علينا أن نركز عليها. وعندما ينظر العالم إلى بلادنا وهي بهذا السوء، ثم نذهب ونتحدث عن الحريات المدنية، فلا أعتقد أننا نوجه الرسالة الصحيحة".

ولا يخفي ترامب إعجابه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فقد قال إن أردوغان يمكن أن يلعب دورا محوريا في حل أزمات أخرى، مثل الصراع المسلح في سوريا، والتهديدات التي يشكلها المتطرفون هناك.

بعد ذلك بشهر عاد ترامب للحديث مرة أخرى عن تركيا وعن محاولة الانقلاب، فكتب تغريدة على موقع تويتر في شهر آب/ أغسطس الماضي قال فيها إن لديه شواهد تدل على أن ضباطا في المخابرات المركزية الأمريكية السي آي إيه دعموا الانقلاب الساقط في تركيا.

وأكد ترامب أن قيادة أوباما الفاشلة أدت إلى هذا الخطأ الفادح الذي يمس مصالح أمريكا، واعدا بكشف أسماء هؤلاء الضباط قريبا. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!