ترك برس

أشاد أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر، المفكر الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، بمكانة وأهمية تركيا بالنسبة للأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أنها باتت الأمل الوحيد بالنسبة للمسلمين في العالم.

وفي كلمة ألقاها خلال ندوة "تركيا والفراغ الاستراتيجي في العالم الإسلامي"، على هامش معرض إسطنبول الدولي الرابع للكتاب، قال الشنقيطي إن "الحضارة الإسلامية تعاني من فراغ استراتيجي عميق، وفوضى سياسية طاحنة، ومن ثم فإن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تعد أملا للعالم الإسلامي".

وأوضح أن تركيا تسعى لتكون دولة مركزية، لا تابعة للشرق ولا تابعة للغرب، هي تريد المحافظة على مصالحها مع الغرب ولكن ليس كدولة تابعة تتوسل أو تتسول من أجل الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وإنما كدولة مركزية في الحضارة الإسلامية ودولة رائدة في المنطقة.

واعتبر أنه "إذا تعامل الغرب مع تركيا باعتبارها دولة في المنطقة فسوف تستمر العلاقات بين الجانبين، وإذا ظل يتعامل معها كدولة تابعة له فسيكون ذلك خسارة كبيرة بالنسبة له، لأن روسيا تسعى لانتزاع تركيا من الغرب وتعتبر أن هذا الأمر سيكون مكسبًا استراتيجيًا هائلًا لها".

ورأى الشنقيطي أن تركيا تتمتع بمميزات تجعلها جديرة بصدارة الأمة، منها وجودها في قلب العالم الإسلامي، وقربها الجغرافي منه، إلى جانب امتلاكها القوة الإقتصادية والكفاءات الإدارية والبشرية، فضلا عما تتمتع به من جرأة في القرارات الإستراتيجية.

وأضاف الشنقيطي أن "الأمة بحاجة إلى تكتل بين دولها، لاسيما تركيا ومصر والسعودية وسوريا، والمطلوب في الفترة الراهنة أن يكون في البحر الأبيض المتوسط كتلة إسلامية قوية، لأنه لم يعد هنالك وقت لطرح تنافس جديد، لا سيما وأن الكل بات في خطر".

وأكد أن "تركيا أمامها مساران: إما أن تبتعد عن حرائق المنطقة، وهذا الخيار لم يعد مطروحاً الآن، أما الخيار الثاني فهو التدخل، لأنك إذا لم تتدخل فستأتي الحرب إليك، لأن من استهدفوا سوريا والعراق هم أنفسهم الذين يريدون استهداف تركيا".

واستطرد الشنقيطي في ذات السياق "كما أن هناك ميل كبير لدى السعودية بالتوجه إلى تركيا، لاسيما أن الرياض تؤمن بأن إيران لن تترك المنطقة سالمة، ومن ثم باتت السعودية بحاجة إلى حليف إستراتيجي يتمتع بالثقة مثل تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!