عبد الرحيم درويشة - خاص ترك برس

الاستثمار في التعليم من أكبر الاستثمارات لحكومة العدالة و التنمية كما قال الرئيس أردوغان، و بالأخص التعليم العالي، و ربما يؤكد ذلك النمو السريع لعدد الجامعات في تركيا خلال العشر سنوات الماضية من 70 جامعة إلى أكثر 180 ما بين حكومية و أهلية، حيث لا تخلو ولاية من الولايات التركية من جامعة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الطلاب في هذه السنة الدراسية إلى 5,329 مليون طالب و هو ضعف عدد الطلاب في عام 2009.

تاريخ التعليم العالي في تركيا عريق جدا، فجامعة إسطنبول والتي تعتبر أقدم جامعة في تركيا أنشئت منذ عهد السلطان محمد الفاتح - أي عمرها ما يقرب الخمسمئة عام - و كانت تدعى المدرسة، ثم تطورت لتعرف بدار الفنون ثم عرفت بجامعة إسطنبول مع عهد الجمهورية التركية.

تَقدّم الجامعات التركية لم يكن على الصعيد المحلي وإنما تجاوزالحدود ليصل إلى العالمية، فقد حققت الجامعات التركية إنجازات عالمية في مستوى التعليم، فحسب التصنيف العالمي في عام 2012 كانت هناك عشر جامعات تركية ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، و يعتبر ذلك إنجازاً كبيراً إذا علمنا أن جامعتين عربيتين فقط كانتا ضمن هذه القائمة.

التطور الكبير في الكم والكيف على مستوى التعليم العالي في تركيا صاحبته ظاهرة جميلة في الجامعات التركية، و هي الطلاب الأجانب حيث ازداد عددهم في الفترة الأخيرة بشكل كبير وملفت للنظر وقد تجد ربما أكثر من 30 جنسية مختلفة وأكثر من عشر لغات حية مستخدمة في الجامعة الواحدة، مما يشكل صوراً رائعة للتنوع والاختلاف مرسومة بألوان وأشكال ولغات متنوعة وهذا جزء من العالمية التي تسعى إليها تركيا والتي يبدو أنّها تدخلها بخطوات ثابتة.

في الأيام القادمة سنتحدث عن بعض الطلاب العرب في الجامعات التركية وأيامهم الجميلة المتعبة في إسطنبول، والتخصصات المتنوعة التي اختاروا دراستها هنا وعن أهدافهم وطموحاتهم وكيف سينقلون هذه التجربة ليستفيدوا منها في بلادهم، و عن أنشطتهم التي قاموا بها، مستفيدين من أجواء الحرية هنا.

عن الكاتب

عبد الرحيم درويشة

ناشط سوري وطالب علم اجتماع في جامعة إسطنبول شهير


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس