ترك برس

مع استمرار النجاح العسكري الذي تحققه عملية غصن الزيتون ضد تنظيم "ي ب ك" في منطقة عفرين، دعا السفير الأمريكي السابق في أنقرة، جيمس جيفري، الإدارة الأمريكية إلى العمل بشكل أفضل مع تركيا في تأمين حل وسط يضمن انتصار تركيا ويحقق المصلحة الأمريكية.

وقال جيفري في مقال نشره موقع ذا سيفر بريف الأمريكي، إن "حملة عفرين تعقد الوضع الخطير للغاية في سوريا، بما فيها من صراعات متعددة تشمل الولايات المتحدة وحلفائها، والتحالف الروسي - السوري - الإيراني الفضفاض، وقوى أخرى مثل داعش ووحدات حماية الشعب."

وأضاف أن "أي حل لمسألة لعفرين يجب أن يلبي الحد الأدنى من شروط الانتصار التركي، على أن يكون مقبولا لدى التنظيمات الكردية المتحالفة مع واشنطن."

وأشار إلى أن التحركات التركية في شمال سوريا جاءت بعد تغيير مفاجئ في سياسة الولايات المتحدة، حيث تحولت الإدارة الأمريكية من التعاون "المؤقت والتكتيكي" مع تنظيم "ب ي د" وجناحه العسكري ميليشيا وحدات حماية الشعب، إلى مهمة جديدة ذات أهداف أكثر عمومية: البقاء في سوريا لمنع عودة داعش، ومواجهة نفوذ إيران.

ورأى الدبلوماسي الأمريكي أن أهداف تركيا في عفرين تشمل القضاء على تهديد وحدات حماية الشعب بإنشاء منطقة عازلة، وإثبات قدراتها العسكرية في ردع تلك الميليشيات، وإظهار أن الولايات المتحدة لن تدعم هذه الميليشيات ضد تركيا، وأخيرا حماية المصالح التركية الأوسع في سوريا، بما في ذلك مواجهة التحالف الإيراني الروسي مع نظام الأسد.

وقال السفير الأمريكي إن "تركيا يمكنها تحقيق الأهداف الثلاثة الأولى، لكنها في الوقت نفسه ستسبب أضرارا هائلة للعلاقة الأمريكية التركية، وربما تدفع إلى تدخل روسي، ومن ثم الإخفاق في تحقيق الهدف النهائي المتمثل في نقل ثلاثة ملايين لاجئ سوري يعيشون في تركيا إلى سوريا لا تهيمن عليها إيران."

ووفقا لجيفري فإن الحل "الأقل سوءاً" هو وقف إطلاق النار عبر المفاوضات، مع السماح لتركيا وحلفائها المحليين بإدارة منطقة عفرين. ويمكن لهذا الحل أن يشمل نظام الأسد بنشر قوات سورية محدودة في عفرين.

وأضاف أن "أنقرة ودمشق يمكنهما بعد ذلك التحكم في الوصول إلى عفرين لمنع وصول تعزيزات إلى وحدات حماية الشعب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة، على غرار وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا، لكن هذه المرة بدعم من القوات التركية. وإذا لم يتعاون نظام الأسد، يمكن أن تقوم تركيا بوقف إطلاق النار مع التنظيمات الكردية عبر اتصالات غير مباشرة عبر الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة."

وخلص السفير الأمريكي إلى أن "الإدارة الأمريكية يمكنها أن تدعم أي صيغة لهذا الخيار عن طريق إقناع شركائها الأكراد بقبول وقف إطلاق النار في عفرين مقابل التوصل إلى تسوية في منبج واستمرار التعاون في شرق الفرات دون تهديدات من تركيا."

وأضاف أن هذا الحل سيزيح الكثير من الضغوط عن العلاقات الأمريكية التركية، ويسمح باستئناف العمل ضد بقايا داعش، وتحسين التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا لاحتواء الأسد والإيرانيين، وهما التهديد الأكبر لكل من تركيا والولايات المتحدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!