ترك برس

تحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة عن تقارب محتمل بين تركيا وإسرائيل، وإعادة الدفء إلى العلاقات بينهما، لكن محللين إسرائيليين يستبعدون أن تتكرر العلاقات الاستراتيجية مع تركيا، لا سيما في ظل وجود حكومة العدالة والتنمية والرئيس أردوغان.

ونظم مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية، مناظرة عبر الإنترنت ضمت عددا من الباحثين والخبراء الإسرائيليين، تناولت مدى جدية التقارب التركي الإسرائيلي.

وقال البروفسور عميكام نحمـاني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان: "تميزت العلاقات الخاصة بين تركيا وإسرائيل التي استمرت من تسعينيات القرن الماضي وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين بتعاون استراتيجي مفتوح وضغوط إسرائيلية قوية نيابة عن تركيا، خاصة في الولايات المتحدة وبين أعضاء الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن من المرجح أن تكون العلاقات المستقبلية بين البلدين مختلفة تمامًا.

وأوضح أن أنقرة لا تحتاج إلى قيام إسرائيل بالضغط نيابة عنها، فهي تعمل بشكل جيد بدونها، ولا سيما في واشنطن. والأهم من ذلك، أنه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أحجمت إسرائيل عن ممارسة الضغط لصالح تركيا، وأصبح هذا التردد عنصرًا حاسمًا في الأزمة التي أدت في النهاية إلى تآكل العلاقات الثنائية.

وأردف أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل بدأت في التدهور لأول مرة في 2004-2005 بعد تزايد تردد جماعات الضغط اليهودية في "تفسير" السياسة التركية تجاه ما يسمى "الإبادة الجماعية للأرمن" لوسائل الإعلام وصانعي القرار الأمريكيين.

كان رد فعل أنقرة على هذا التردد يمثل مفترق طرق في العلاقات التركية الإسرائيلية. يمكن للمرء أن يسمع الارتياح تقريبًا في تركيا: أخيرًا يمكن التخلص من هذه العلاقة المحرجة. إذا لم تعد إسرائيل تسعى إلى تمهيد طريق أنقرة في واشنطن، فلم تعد هناك حاجة للحفاظ على علاقات جيدة معها.

كانت وجهة نظر أنقرة أن الضغط اليهودي والإسرائيلي لتركيا كان شكلاً من أشكال الابتزاز. لسنوات، فضل النظام التركي السياسات المعادية لإسرائيل على المؤيدة لإسرائيل ولم يكن لديه مصلحة حقيقية في إقامة اتصالات وثيقة معها. ولكن لأنها كانت بحاجة إلى مساعدة إسرائيلية ويهودية، اضطرت تركيا إلى تقليص سياساتها الحقيقية المعادية لإسرائيل.

ووفقا للباحث الإسرائيلي، "ما تزال هناك قضايا تستدعي التعاون التركي الإسرائيلي، بما في ذلك سوريا وإيران والطاقة والأكراد والإرهاب وغيرها، لكن العلاقات الاستراتيجية المفتوحة لن تتكرر".

أما ميخائيل هراري، الزميل في معهد ميتفيم وسفير إسرائيلي سابق في قبرص، فيرى أن التقارير التي تتحدث عن تقارب تركي إسرائيلي لا أساس متين لها، وأن فرص دفع مثل هذا الحوار منخفضة للغاية.

ويضيف أن التحدي الرئيسي يكمن في أنه من الصعب على البلدين إيجاد مصالح مشتركة. تتركز خلافاتهم العميقة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإمكانية تطبيق إسرائيل للسيادة على أجزاء من الضفة الغربية، ودعم أنقرة للإسلام السياسي.

وبالإضافة إلى ذلك، وطدت إسرائيل العلاقات مع اليونان وقبرص ومصر حول مجموعة واسعة من القضايا السياسية والاقتصادية وقضايا الطاقة. ومن الأمثلة على ذلك أن لدى إسرائيل أرضية مشتركة مع مصر واليونان وقبرص والإمارات وحتى السعودية لدعم الجنرال حفتر، في حين تدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني.

ويخلص هراراي إلى أن آفاق تحسين العلاقات بين البلدين متدنية في الوقت الحاضر، بالنظر إلى الخلافات العميقة في الرأي وغياب المصالح السياسية الاستراتيجية المشتركة.

أما الدكتورة غاليا ليندنشتراوس، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي، فترى أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية الجديدة عازمة على المضي قدمًا في تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، فمن المحتمل جدًا أن يكون أي ذوبان محتمل في العلاقات قصير الأجل.

وأضافت أنه إذا استطاع حزب "أزرق-أبيض"، إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتأخير تلك الخطط وحتى العودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين، فقد يخلق هذا جوًا أكثر إيجابية وسيكون هناك أيضا تخفيف التوتر.

لكنها تستدرك بالقول إن حالة عدم الثقة التي تطورت على مر السنين بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونتنياهو قد ساءت بشكل كبير. وإذا استمرا في قيادة البلدين، فمن غير المحتمل أن يحدث تغيير كبير في العلاقات التركية الإسرائيلية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!