ترك برس

بدأ المزارعون بولاية آيدين غربي تركيا، موسم قطاف ثمار الكستناء الذي يمر بمراحل صعبة وشاقة، حيث يتم إنتاج 42 في المئة من إجمالي الكمية على مستوى البلاد.

ووفقا للمعلومات الواردة من مديرية الزراعة والغابات في آيدين، فإن الولاية تنتج 27 ألف طن من الكستناء سنويا على مساحة 73 ألفا و433 دونما.

وبحسب المعلومات التي نقلتها وكالة الأناضول، فإن هذا الرقم يمثل 42 بالمئة من إجمالي إنتاج تركيا لثمار الكستناء، البالغ 63 ألفا و580 طنا.

وتمر عملية قطاف الكستناء المحمية بموجب "المؤشر الجغرافي"، بمراحل صعبة وخطيرة، لا سيما في أقضية "أفه لر" و"كوشك" و"سلطان حصار" و"نازيللي"، حيث يضطر المزارعون إلى صعود الهضاب والمرتفعات التي تتواجد على سفوحها أشجار الكستناء.

ويسعى المزارعون إلى قطاف ثمار الكستناء التي يُسقطونها من الأشجار ويفصلونها عن مخاريطها الشائكة، استعدادًا لإرسالها إلى الأسواق الداخلية والخارجية.

وتعتبر هضبة "أكري قاوق" من أهم مناطق إنتاج ثمار الكستناء في ولاية آيدين، حيث تشارك النساء والرجال على حد سواء في موسم القطاف.

وخلال الموسم، تحصل النساء على أجرة يومية قدرها 250 ليرة تركية، فيما يتقاضى الرجال ما يصل إلى 600 ليرة، وذلك اعتمادا على ارتفاع الأشجار.

ويتسلق المزارعون من الرجال أشجارا بارتفاع 15 ـ 20 مترًا، ممتشقين عصيًا يبلغ متوسط طول الواحدة منها نحو 3 أمتار، لإسقاط ثمار الكستناء على الأرض.

وبعد إسقاطها تبدأ النساء اللواتي يرتدين قفازات تحمي أيديهن من الأشواك التي تغطي مخروطات الكستناء، بجمع تلك الثمار، في مناطق تغلب عليها الطبيعة الوعرة والمنحدرات الجبلية.

كما تقوم النساء بتفريغ مخروطات الكستناء من البذور التي يتم ملؤها بأكياس تزن 50 كيلوغراما، ومن ثم ينقلها الرجال إلى أماكن التخزين.

ـ أسعار وجودة لا تضاهى

وقال رئيس غرفة الزراعة في قضاء "أفه لر" محمد كندرلي أوغلو، إن الإنتاج شهد تراجعًا بنحو 10 في المئة هذا العام، مقارنة بسابقه.

وأوضح كندرلي أوغلو، لوكالة الأناضول، أن الأسعار وجودة ثمار الكستناء هذا العام كانت لا تضاهى، وهو ما رسم البسمة على وجوه المزارعين والمنتجين.

وأضاف: يراوح سعر الكيلوغرام الواحد من ثمار الكستناء بين 30 ـ 40 ليرة تركية. المنتجون والمزارعون راضون جدا عن الأسعار وجودة المنتج. لم نعان هذا العام من أي مشاكل من حيث الإنتاج والتسويق.

فيما ذكر محسن قيار، مختار منطقة "أكري قاوق"، وهو أيضًا من أبرز منتجي الكستناء في المنطقة، أن عملية القطاف تتطلب مهارة عالية فضلًا عن أن هذا المحصول يعتبر من الثمار غالية الثمن.

وأردف: يعتبر قطاف ثمار الكستناء هو الأصعب مقارنة بباقي المحاصيل. خلال السنوات الماضية شهدنا بعض الحوادث، مثل سقوط مزارعين عن الأشجار أو إصابة آخرين بالعمى نتيجة الأشواك التي تتطاير من مخروطات الكستناء.

وأضاف قيار أن محصول هذا العام تأثر بتراجع معدلات الأمطار، إلا أن جودة ثمار الكستناء كانت عالية جدا هذا الموسم، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على الأسعار.

بدوره، قال مسعود دميرطاش، أحد المزارعين المشاركين في موسم قطاف الكستناء، إنهم يقومون بعمل محفوف بالمخاطر.

وأضاف لوكالة الأناضول: يتعرض المزارعون العاملون في موسم القطاف للموت في كل لحظة. أعرف 3 أشخاص فقدوا حياتهم نتيجة سقوطهم من الأشجار المرتفعة.

ولفت دميرطاش إلى أهمية الحذر خلال عملية قطاف الكستناء وعدم وضع ثقل الجسد على الأغصان الرفيعة، مشيرًا أنه يشارك منذ سنوات في قطاف الكستناء الأمر الذي أكسبه خبرة كبيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!