ترك برس

سووت (Söğüt) هي أحد المناطق التابعة لمدينة بيلاجيك الواقعة في إقليم وسط الأناضول التركي، اتّخذها القائد السلجوقي الأب الروحي للدولة العثمانية أرطغرل غازي عاصمة لعشيرته بعدما حصل عليها كهدية من القائد السلجوقي الفذ علاء الدين كايكوباد، استمرت كعاصمة مبدئية للدولة العثمانية إلا أن استطاع عثمان ابن أرطغرل، المؤسس للجذور الأولى للدولة العثمانية، فتح مدينة إيسكي فنقل مقر الدولة العثمانية إلى هناك بشكل مؤقت.

هناك الكثير من الأماكن التاريخية السلجوقية والعثمانية التي يمكن زيارتها في سووت والتأمل في قوة وجذور الحضارتين السلجوقية والعثمانية، ويمكن سرد هذه الأماكن بالشكل التالي:

ـ أبراج المراقبة السلجوقية: أبراج تم إنشاؤها مابين 1092 و1096، كانت تُستخدم لرصد العدو ومراقبة طريق الحرير الواصلة بين الأناضول والشرق الأوسط لتأمين خط سير التجار والقوافل بأمان وطمائنينة.

ـ جامع الأمراء: جامع قديم مبني على الطراز السلجوقي القديم غير معروف متى ومن قبل مَن بالتحديد تم إنشاؤه ولكن يتميز بأسلوب معماري بسيط يوجز مدى اهتمام السلاجقة بالعمارة الإسلامية والمساجد.

ـ جامع أق كالديريم: تروي الوثائق التاريخية بأنه أول جامع سلجوقي تم إنشاؤه فور فتح السلاجقة لسووت بعد  تخليصها من السيطرة الرومانية، على الرغم من عدم بقائه قائم على أصوله إلا أنه يعد من أهم المعالم التاريخية التي تشير إلى تاريخ دخول المسلمين لسووت.

ـ جامع كارا مصطفى باشا: خلال القرن لسابع عشر انطلق السلطان العثماني مراد الرابع بجيوشه وبرفقة صدرأعظمه "رئيس وزراءه" كارا مصطفى باشا إلى إيران لفتحها، وخلال المسير في رحلتهم الفتوحية وقفوا بسووت وأقاموا بها ليومين، أُعجب صدر الأعظم كارا مصطفى باشا بضيافة وذوق أهل سووت فأهداهم جامع سُمى باسمه، وبقى هذا الجامع إلى يومنا هذا تُنقل قصته بين الأجيال في سووت ليكون مصدر فخر لهم كدليل وعلامة على مدى كرمهم وإحسانهم للضيف.

ـ إمارة أورخان غازي: في زمن الإمبراطورية العثمانية؛ كانت تُخصص قصور صغيرة وخاصة بالأمراء العثمانيين لتدريبهم وتأهليهم للسلطنة وتلقينهم العلوم الدينية والدنيوية التي ستؤهلم للقيادة وإدارة شؤون البلاد، وكان يُطلق على هذه القصور الصغيرة الخاصة بالأمراء العثمانيين اسم "إمارة خانة" وتُعد إمارة أورخان غازي أول وأقدم إمارة عثمانية وذلك لأنه هو ثاني السلاطين العثمانيين وبنى له والده هذا القصر ليتلقى العلوم ويتأهل لخلافته بعد موته.

ـ برج الساعة: تُعد أبراج الساعات العثمانية من أجمل المعالم المعمارية التي تعود إلى عهد عبد الحميد الثاني الذي أمر ببناء برج ساعة في كل مدينة وولاية عثمانية، واليوم يمكن رؤية هذه الساعات في دمشق وحلب ونابلس والخليل والقدس وغيرها الكثير من المدن والولايات التي كانت تحت إمرة الدولة العثمانية، وكما كان لسووت أيضًا في نيل نصيبها بأحد أبراج الساعات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!