وداد بيلغين - صحيفة اقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

السؤال الاهم الذي يتبادر الى الأذهان بعد تفجيرات انقرة من هي الجهة المنفذة للعملية ؟ مع أنه بات في حكم المعلوم ان المنفذ لن يخرج عن اطار ثلاث تنظيمات هم تنظيم داعش و تنظيم بي كا كا او احد التنظيمات اليسارية المتشددة .

او قد يكون اشخاص او تنظيمات غير معروفة و لكن في النهاية أيا كان الفاعل فهو في النهاية يعمل كأداة لقوى أكبر، و لهذا فإن معرفة من هو منفذ العملية لا يكفي بل يجب ان نصل الى الجهة التي اوعزت بتنفيذ العملية و هذا يقودنا لعدة خيارات قد يكون احدها المخابرات السورية و انا اظن انه احتمال ضعيف، او احد  اجهزة المخابرات  الاقليمية أو العالمية المعنية بخلق فوضى داخل الشارع التركي .

اصبح من المعلوم أنه ما يحذ في سوريا هو عبارة عن صراع ليس بالضروري ان يكون بين نظام مستبد او ثوار او معارضة بل هو صراع بين إرادات سياسية و قوى اقليمية و عالمية , فتنظيم داعش لم يظهر إلا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق و هو يشير الى مدى النزيف الاجتماعي الذي أدى الى ظهور بيئة يترعرع فيها بذور الأرهاب , و هذه البيئة بإعتقادي  يسهل فيها تكوين تنظيمات إرهابية مثل داعش أو غيرها , و هذا الأمر في النهاية يدار بطريقة محكمة من قبل القوى  الغربية  بما فيها اسرائيل والتي تريد اعادة تشكيل خارطة المنطقة .

بصراحة أود ان أقول ان تنظيم داعش في العراق و سوريا وظيفته اثارة الفوضى في الشارع  ومن ثم التحالف مع تنظيمات مثل الحزب الكردي في سوريا او تنظيم بي كا كا الإرهابي أو غيرها من التنظيمات التي يسعى من خلالها الى خلق واقع جديد في المنطقة .

وبالعودة الى تركيا فإن الهدف الاساسي من تفجيرات انقرة هو ايجاد اجواء من الفوضي في الساحة التركية , تبعد انقرة عن التدخل في السياسات التي يتم رسمها لمنطقة الشرق الاوسط .

وهذا يدل على ان القوى التي تسعى الى تشكيل منطقة الشرق الاوسط  لا تريد اي قوى تعترض مساعيها و خاصة في ظل ارتفاع نجم تركيا في السنوات الاخيرة كلاعب مهم في اقتصاد و سياسة المنطقة .  ولهذا فهل ظل محل للتساؤل حول هوية القاتل؟ . 

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس