سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

وفق شروط معينة، قبلت القيادة التركية مشاركة رأس النظام السوري المتمثّل ببشار الأسد في عملية التغيير السياسي في سوريا.

تستند هذه المعلومة إلى مسؤول تركي رفيع، أعلن بأنّ مجموعة مكوّنة من تسع دول، اقترحت على القيادة الروسية خطة جديدة تتضمّن حلاً للأزمة السورية. إلّا أنّ الجانب الروسي لم يعلن عن موقفه بعد من هذه المقترحات.

خطّة الحل الجديدة حسب المسؤول: "الإعلان عن مرحلة انتقالية في إدارة البلاد، يمتد لمدّة ستة أشهر، حيث سيظل الأسد على كرسي الرئاسة خلال هذه الفترة لكن بصلاحيات محدودة ورمزية. كما تتضمّن الخطة الجديدة، نزع الصلاحيات الإدارية والعسكرية والسياسية من بشار الأسد. وبعد انتهاء الفترة المحدودة يكون بشار الأسد قد فقد كافة صلاحياته".

إنّ قبول تركيا لمشاركة بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، دليل واضح على تغيّر هام طرأ على السياسة التركية تجاه القضية السورية، لا سيما أنّ القيادة التركية في أنقرة كانت تصرّ على عدم مشاركة بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ناهيك عن مشاركته في المستقبل السوري. لكن التطورات الأخيرة التي حصلت اثبتت أنه من المحال حل الأزمة السورية دون مشاركة رأس النظام في المرحلة الانتقالية التي من المحتمل إجراؤها. فالعديد من الدّول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، باتت على قناعة بأنّ المرحلة الانتقالية ستتم بمشاركة بشار الأسد.

إنّ بوادر قبول تركيا لمشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية ظهرت عقب عودة الرئيس اردوغان من العاصمة الروسية موسكو وإدلائه بتصريحات حيال احتمال قبول تركيا لمشاركة الأسد في هذه المرحلة. وقد أثارت هذه التصريحات جدل في الأوساط التركية أنذاك. حينها قال الرئيس أردوغان: "من الممكن أن يشارك الأسد في المرحلة الانتقالية لفترة زمنية محدودة".

بالإضافة إلى ذلك فإنّ وزير الخارجية التركي "فريدون سينيرلي أوغلو" عقد مباحثات حول فكرة المرحلة الانتقالية في سوريا مع المسؤولين الروس.

هل تستغني روسيا عن بشار الأسد؟

إنّ الموقف الروسي حيال الاقتراح الجديد لا يزال مجهول المعالم، إلّا أنّ تصريحات رئيس الوزراء الروسي "ميدفيديف" التي أدلى بها الأسبوع الفائت، كانت لافتة ولها من الأهمية البالغة في هذا الصّدد، حيث قال: "إنّ القيادة الروسية لا تدعم شخص بشار الأسد، بل تحاول الحفاظ على الحكومة الشرعية في البلاد وإنّ موسكو تؤمن بوجوب تحديد الشعب السوري لمصيره بنفسه دون تدخلات خارجية".

بعض المصادر الدبلوماسية التركية تقول بأنّ روسيا لن تستغني عن مصالحها الموجودة في سوريا، ولكنها من الممكن أن تتخلّى عن شخص بشار الأسد.

القيادة الروسية في هذه الأونة منشغلة بالغارات الجوية التي تنفذها مقاتلاتها ضدّ مواقع في سوريا. فالطائرات الروسية توجّه ضرباتها لمواقع المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من قِبل تركيا والتي تحارب نظام الأسد، أكثر من استهدافها لمواقع تنظيم الدّولة داعش. وهذا الأمر بطبيعة الحال يثير استياء القيادة التركية في أنقرة.

الأمر الآخر الذي يزعج القيادة التركية هو الدعم المقدّم لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران. فالحكومة التركية حذّرت الإدارة الأمريكية والقيادة الروسية من مغبّة مواصلة تقديم السلاح لهؤلاء الأكراد في الشمال السوري. فالرسالة التي وجهتها الحكومة التركية للولايات المتحدة الأمريكية كانت صارمة. فقد اعتبرت القيادة التركية هذا الدعم بمثابة تهديد للدّولة التركية على اعتبار أنّ تركيا ترى تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقوم بعمليات إرهابية في تركيا. ففي حال تم استخدام هذه الأسلحة ضدّ الدّولة التركية، فإنّ المقاتلات التركية لن تتوانى في قصف مواقع هذا التنظيم داخل الأراضي السورية.

وبحسب أحد المسؤولين الأتراك فإنّ القيادة التركية خيّرت الولايات المتحدة بين الوقوف إلى جانب تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري واستمرار التنسيق والعمل مع القيادة التركية.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس