خلود الخميس - صحيفة الأنباء الكويتية

يبدو أن رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان يتفاءل بالبدلة الزرقاء ذات المربعات، وكما يطلق عليها الأتراك «Ekose» وبلا ربطة عنق، فقد كان يرتديها، أو شبيهة لها، وهو متجه للتصويت في الانتخابات الرئاسية ومن ثم البرلمانية والآن في «المبكرة»، فالمشاهير أيضا لديهم بعض الطقوس الخاصة خارج بروتوكولات الظهور العام.

نعم لتركيا، هي كلمة فاصلة يتبناها الشعب التركي بمختلف توجهاته بعدما أودع صوته في الصندوق، وليس نعم للحزب فحسب، فالتجربة السياسية التركية منذ التحول للجمهورية قبل اثنين وتسعين عاما وهي تنضج بالتجربة والخطأ والتصحيح. بالإضافة لحزب العدالة والتنمية الفائز بأعلى نسبة في الانتخابات السابقة، فالأحزاب السياسية الثلاثة الكبيرة، وهي الشعب الجمهوري (الأتاتوركي)، الحركة القومية (اليمين التركي) والشعوب الديموقراطي (اليمين الكردي) تتنافس على إدارة البلاد، بينما المفارقة أنها عندما فازت رفضت مجتمعة المشاركة في تلك الإدارة عبر إنجاح أي مقترح لحكومة ائتلافية بقيادة الحزب الفائز بأعلى نسبة. ولم يقدم أي منها تنازلا لحقن الوقت ما اضطر الرئيس أردوغان الى الدعوة لانتخابات مبكرة قد تحسم الأمر لحزب واحد يشكل الحكومة منفردا، عدا نائب رئيس حزب الحركة القومي توغرل توركش الذي شارك في حكومة تسيير الأعمال مقدما الوطن على الحزب فعوقب بالفصل من حزبه ونزل ضمن قائمة «العدالة والتنمية».

تركيا كلها تقف على ساق واحدة وتحبس أنفاسها، ويبقى الفصل بين حكومة استقرار وتنمية، أو العودة لشتات الحكومة التوافقية في صناديق الاقتراع.

وقد صوت الأتراك في الانتخابات النيابية المبكرة، التي لجأت إليها تركيا، عقب فشل الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية، بعد انتخابات 7 يونيو الماضي.

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الداخل 54 مليون، و49 ألفا، و940 ناخبا، فيما يبلغ عدد صناديق الاقتراع المقرر إقامتها في عموم البلاد 175 ألفا، و6 صناديق، بما فيهم 358 صندوقا ستتوزع على السجون.

وتنافس في الانتخابات امس 16 حزبا، أبرزهم أحزاب «العدالة والتنمية»، و«الشعب الجمهوري»، و«الحركة القومية»، و«الشعوب الديموقراطي»، فضلا عن 21 مرشحا مستقلا.

وبدأت عملية التصويت امس بموجب قرارات اللجنة العليا للانتخابات في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وامتدت لغاية الرابعة مساء في ولايات أضيمان، وأغري، وارتفين، وبينغول، وبيتلس، ودياربكر، وإليزاغ، وأرضروم، وأرزينجان، وغازيعنتاب، وغريسون، وغوموشخانه، وهكاري، وقارس، وملاطيا، وقهرمان مرعش، إضافة إلى ماردين، وموش، وأوردو، وريزا، وسعيرد، وسيواس، وطرابزون، وتونجالي، فضلا عن شانلي أوفة، وفان، وبايبورت، وباطمان، وشرناق، وأرداهان، وإغدر، وكيلس.

هذا وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباح امس، وحتى الخامسة مساء في باقي الولايات.

وأنهى أتراك المهجر الاقتراع، في 113 بعثة ديبلوماسية تتوزع على 54 دولة، يوم الأحد المنصرم، في حين استمر الاقتراع في المعابر الحدودية التركية حتى الساعة الخامسة مساء امس بتوقيت تركيا، حيث تم جلب كافة الصناديق إلى تركيا، بانتظار فرزها بالتزامن مع فرز الأصوات داخل تركيا.

ويبلغ عدد بطاقات التصويت 75 مليونا، و288 ألفا، و955، تستخدم في عمليات الاقتراع داخل البلاد وخارجها.

وقد أدلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بصوته في الانتخابات بمركز «شكري دوركوز» التابع لمدينة قونيا.

وقال في تصريح صحافي، عقب الاقتراع «إن إدارة البلاد أمانة أودعها الشعب، وهي تتطلب خدمات دائمة، لذا فإن التوجه إلى صناديق الاقتراع، من أجل إحلال البيئة الديموقراطية، يعد إنجازا كبيرا».

وأعرب داود أوغلو، عن أمله في أن تكون نتائج الانتخابات وسيلة للخير والسعادة، مضيفا «أن تركيا تعد من الدول الرائدة التي تدار وفق نظام ديموقراطي، وتحقق في الوقت ذاته تنميتها عن طريق الديموقراطية أيضا».

في نفس السياق، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده قطعت مسافة طويلة جدا على طريق الديموقراطية، وإنها ستعزز هذه المسافة من خلال الانتخابات النيابية.

جاء ذلك في تصريح صحافي، أدلى به أردوغان عقب إدلائه بصوته في الانتخابات، برفقة عقيلته، أمينة وابنته سمية، في إحدى مدارس اسطنبول.

وأعرب أردوغان عن أمله في أن تحمل الانتخابات الحالية الخير للشعب والبلاد، موضحا أن التوجه إلى الانتخابات جاء كضرورة نتيجة عدم تشكيل حكومة عقب الانتخابات السابقة في 7 يونيو الماضي.

في غضون ذلك، أدلى رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، «كمال قليجدار أوغلو»، بصوته في مركز «تشكورامبار»، بالعاصمة التركية أنقرة، قائلا إن «هذه الانتخابات تعد مهمة جدا، على صعيد مستقبل البلاد ومسارها الديموقراطي.. لذلك جئنا ومارسنا حق التصويت».

من جانبه أدلى رئيس حزب الحركة القومية المعارض، «دولت باهجه لي»، بصوته في مركز «أنيت تبة» بالعاصمة التركية أنقرة.

وقال «باهجه لي»، في تصريح صحافي عقب التصويت، «أعتقد أن هذه الانتخابات تعد بمنزلة نقطة تحول في مستقبل الشعب»، متمنيا أن تحمل الخير للشعب والدولة.

بدوره، أدلى الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، بصوته في ولاية إسطنبول، معتبرا الانتخابات أنها «مهمة من حيث التاريخ السياسي لتركيا».

وقال «دميرطاش»، في تصريح صحافي عقب الاقتراع، «إن تركيا بحاجة للسلام والاستقرار، لذا نأمل أن تفضي صناديق الاقتراع الى نتائج تكون وسيلة لإحلال السلام والاستقرار».

وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، أعلنت نتائج الانتخابات النيابية، التي جرت في 7 يونيو الماضي، وأوضحت أن حزب العدالة والتنمية فاز بـ 40.87% من أصوات الناخبين، وحزب الشعب الجمهوري حل في المركز الثاني بنسبة 24.95%، بينما حصل حزب الحركة القومية على 16.29% وتمكن حزب الشعوب الديموقراطي من تخطي الحاجز الانتخابي (10%)، بحصوله على 13.12% من الأصوات.

وحصلت الأحزاب الأخرى والمرشحون المستقلون على 4.77%.

وأدلى في الانتخابات المذكورة 47 مليونا و462 ألفا و695 ناخبا بأصواتهم، وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 46 مليونا و131ألفا و968 صوتا، والباطلة مليونا واحدا و330 ألفا و727 صوتا.

عن الكاتب

خلود عبد الله الخميس

كاتبة وروائية كويتية مختصة في الإعلام السياسي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس