أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بتنا نرى التخبط يُمينة ويسرى لإدارة واشنطن كحبة الذرة في المقلاة مع نهاية حقبة أوباما في الرئاسة الأمريكية، فما زلنا نرى أوباما ومع آخر لحظات مسيرته كالكرة الملتهبة تتقاذف من حولنا في الشرق الأوسط، وكما ترك قبله بوش أمريكا بحروب معلقة سيترك أوباما الولايات المتحدة الأمريكية بساحة ترتع فيها القرود، وفي الوقت الذي جاء فيه بوش بالحروب ليصل عمل ما أفسده السابقون، جاء أوباما بحلول لإيقاف هذه الحروب ليترك لنا إيران وروسيا منافسين أقوياء في المنطقة. وفي إطار كل هذا فإننا لا نفهم ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية فعله، فأفعالها لا تُجيب المنطق بل تعارضه لتترك في الأذهان أسئلة معلقة مفادها: لماذا يفعلون هذا؟ وكيف يخدم هذا مصالحهم وهو ضدها؟

تعمل أمريكا هذه الأيام على تأمين وضع روسيا وإيران بمحاولاتها المستمرة في بيع أفكارهم للمعارضة السورية، بل تقوم بإجبار أحزاب وجماعات المعارضة بالقبول بتلك الأفكار وتهددهم على ذلك، ومن بين ما تحاول بيعه للمعارضة هو الموقف الروسي من وضع بشار، فهي تتفق وبشكل كبير مع الرؤية الروسية حتى بتنا نقتنع بأن مؤتمر جنيف إنما هو لعبة اشترك فيها الروس مع الإيرانيين والأمريكان. فما هي المصالح التي تسعى أمريكا إلى تحقيقها عبر هذه الألاعيب؟

فقد كيري مصداقية صوته في اللحظة التي أعلن فيها أن انقلاب مصر إنما هو تجديد للديمقراطية فيها، ثم جاء من بعد نفاقه هذا إلى سوريا ليهدد المعارضة المسلحة ويقول لهم بأنه وفي حال فشل مؤتمر جنيف بسببهم فإنه سيقطع المساعدات عنهم، وعندما ردوا عليه كلامه وسألوه: إذا كان الأسد هو سبب فشل المؤتمر فهل ستزيدون الدعم؟ كان جوابه بلا صريحة وكبيرة ليظهر من بعدها الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية. في سياق هذا تجدر الإشارة إلى أن موقف تركيا إزاء الازمة السورية معارض ومخالف للرؤية الأمريكية.

وفي عمى بصيرة آخر في الاستراتيجية الأمريكية نرى كيف ضحك بايدن على نكتته القبيحة عندما قال: "نعلم أن حزب كردستان الموحدة هو نفسه حزب العمال الكردستاني"، ومع ذلك فهم يمدونه بالسلاح والتدريب ليقاتلوا الدولة التركية صاحبة العضوية بالناتو في جبهة داخلية امتدت عبر الأراضي التركية في سور وجيزرة وغيرها من البلدان. ولنفترض أن أمريكا تدعم إرهابيي الكرد بسبب موقفهم من قتال داعش، فهل من المعقول والمنطق أن يراهنوا على حزب العمال الكردستاني في مقابل دولة تركية عضو في تحالف الناتو؟ ألا يجب على أمريكا أن تأخذ بالحسبان علاقة روسيا والقبعات الزرقاء بالحزب الشيوعي حزب العمال الكردستاني في ظل مصالحها في المنطقة؟

تلعب الولايات المتحدة الأمريكية بكل أصناف النيران التي من الواجب أن تحذر منها، فحزب العمال الكردستاني الذي تقوم بتسمينه سيكون في المستقبل هو الوحش الذي ستضطر إلى محاربته، وعندها لن يكون أوباما من يدير البلاد، كما لن تكون الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الخاسرين، بل سنكون نحن أهل المنطقة أكبر المتضررين والخاسرين على كل المستويات.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس