محمد بارلاص – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

في الواقع ينبغي تجسيد بعض الذين يوصفون "بالعقل الكبير" وذلك المخلوق المنبثق من وراء الشر بكافة أنواعه بالحماقة. وفي حال كانت الدولة العميقة الأمريكية تبدو "كعقل كبير"، أليس واضحًا أن هذا العقل لم ينفع نفسه ليكون نافعًا لبقية دول العالم؟

وبما أن "الترامبية" هي القيمة الديمقراطية الأمريكية الأكثر ارتفاعًا في الوقت الحاضر، أليست دليل حماقة "العقل الكبير"؟

الإخفاقات

ألا يعد الوضع المأساوي الناتج عن انهيار العراق بعد الاحتلال الأمريكي المثال الأكثر تجسيدًا للإخفاقات التي سببتها هذا الحماقة؟ كما لم يكتفوا بتقسيم العراق، لأن حصيلة المساومة التي لم تعرف عن هدفها بشكل كامل والتدخل مع روسيا الآن هو مثال مجسد آخر لانسياق سوريا إلى القدر نفسه مع العراق.

وعلى سبيل المثال الكيان المدعو داعش، ألا يعد واقعًا أنتجته في النهاية الحماقات التي استعرضها "العقل الكبير" في العراق؟ ألم تنتج القاعدة في النهاية "المأساة الفلسطينية" التي تجاهلوها في الماضي؟

العقول الصغيرة

وفي الوقت الذي تثق فيه أطراف معينة في تركيا "بالعقل الكبير" وكونهم أداة للمؤمرات التي تستهدف بلدانهم، ألم يبرهنوا على أنهم ذوو "عقلية صغيرة"؟

ألا توجد حالة مشابهة لجهل الأسماك أنها موجودة في البحر بشكل واضح؟ إذ سيدعي أنه لاجئ في بنسيلفانيا، ويتسرب إلى القضاء وأجهزة الأمن في تركيا، وسيُنظر لها كما ينظر إلى دولة إفريقية تخلصت حديثًا من الاستعمار، وبهذا الادعاء سوف تسلم الدولة التركية إلى التنظيم "كسلعة محلية".

يبدون مثل تميل ودورسون

ألا تشبه علاقات العقول الصغيرة التي قامت بالتعاون مع هؤلاء وهؤلاء، علاقة تميل ودورسون؟

ذات مرة وجد تميل كنزًا. وأراد إحضاره إلى منزله ولكن الكنز كان ثقيلًا جدًا. وفي اليوم التالي أتى مع بغل لأخذ الكنز وقام بدفنه. ووضع عليه لافتة مكتوب عليها "لم يدفن تميل الكنز هنا". وحين ذهب في اليوم التالي لأخذ الكنز وجد مكتوبًا على اللافتة "لم يأخذ دورسون الكنز من هنا".

عودة الزمن

ألا تبدو العلاقات بين هؤلاء كما في تلك الحكاية؟ ولكن بغض النظر عما يفعله "العقل الكبير" الذي يسند هؤلاء أو هؤلاء ظهورهم إليه، فإن الزمن يعود في تركيا بالاتجاه الذي قرره الشعب. لأن الدولة عازمة على اتخاذ الاحتياطات ضد كافة أنواع الكيانات غير القانونية. سواء في العراق أو في سوريا أو حتى في أوغندا.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس