أكرم كيزيلتاش - ترجمة وتحرير ترك برس

لا شك أنّ الأحاديث المتبادلة بين رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي ومساعده ووزير خارجيته حول الموضوع السوري تحمل أهمية بالغة، وكيفية تأثير تلك المواقف حول الموضوع السوري ربما يكون الأهم.

وقد صرّح الرئيس أردوغان للصحفيين في واشنطن، حول ما ناقشه مع الرئيس الأمريكي في مواضيع متعلقة بسوريا وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وما قاله هو التالي:

"عليّ أنْ أكون صريحا، وأقول إننا وصلنا إلى أفضل مرحلة فيما يتعلق بموضوع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وأخبرت أوباما وكيري وبايدن، بأنّ تركيا لن تسمح بتشكل حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وزودنا الولايات المتحدة الأمريكية ب1800 اسم، وسنزودهم ب600 اسم آخر، لمقاتلين مدربين على الأرض، من أجل أنْ يحاربوا داعش في تلك المنطقة، منهم عرب ومنهم تركمان، وهم جاهزون للوقوف في وجه داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، وبايدن وكيري قالا إن أمريكا لن تسمح بدولة للاتحاد الديمقراطي، ونحن لا زال قرارنا وعزيمتنا ثابتة وواضحة ولن تتغير حيال محاولة أي طرف آخر تشكيل إطار له في تلك المنطقة".

هذا مختصر ما تم نقاشه بين المسؤولين، لكن البعض، وكأنه تسرب إلى داخل الجلسات، ليقول بأنّ أمريكا لم تنظر باهتمام للطلبات التركية، وأنها ستزيد من حجم دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي ولوحدات حماية الشعب، وسبب هذا التحليل، يعود إلى اعتقادهم بأنّ أمريكا مستمرة في نفس موقفها الذي كان عندما رفضت دخول تركيا في سوريا، وينظرون إلى موضوع تزويد الطرف الأمريكي بأسماء مقاتلين، بأنه بمثابة أنّ تركيا سترسل جنودها إلى سوريا.

نحن ندرك أنّ أمريكا منذ بداية الأحداث السورية وهي تتصرف بصورة متباينة ومترددة، ولذلك فإنّ تفسير أسلوب إيران وروسيا في تعاملها مع الملف السوري أسهل بكثير من تفسير غموض الموقف الأمريكي، ولهذا فإنّ إدراك هدف أمريكا فيما يتعلق بالملف السوري، وتحديدا حول موضوع تأسيس دولية لتكون ممر في شمال سوريا، أمرٌ له علاقة مباشرة بتركيا.

لا فائدة من أمريكا...

كل الذين يقفون في معسكر عداوة أردوغان وحزب العدالة والتنمية، يعدّون الزيارة الأخيرة لأمريكا لا فائدة منها، وأنّ تركيا سيتواجه صعوبات أكثر خلال الفترة المقبلة، وأول ما يرتكزون عليه في وجهة نظرهم، هو استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي رغم كل الاعتراضات التركية على ذلك، وهدفهم من ذلك هو نشر التشاؤم في الأوساط التركية.

هؤلاء هدفهم الحقيقي هو رغبتهم بتأسيس دولة لحزب العمال الكردستاني في جنوب البلاد، رغم معرفتهم حجم المصائب التي ستصيب تركيا من وراء تحقيق مثل هذا الأمر، إلا أنهم يريدون ذلك، لأنهم يرونه سبب كافي لوقوف الشعب في وجه العدالة والتنمية وأردوغان، ولأنّ الأوامر التي تأتيهم تفيد بأنّه يجب تشكيل دولة هناك للعمال الكردستاني، ولذلك لا يهتمون بالمشاكل التي قد تعاني منها تركيا بسبب هذا الأمر.

ثبات تركيا وعزيمتها حول موضوع شمال سوريا واضح ومعروف، ولا شك أنّ المسؤولين الأمريكيين فهموا هذا الأمر تماما، وهذا يعني أنّ من ينتظر العسل من أمريكا سيخيب ظنه.

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس