محمود القاعود - خاص ترك برس

الازدواجية تصرف مقيت وبغيض يدل علي اختلال المعايير والنفاق وسوء الأخلاق وموت القلوب ، ففي حالة تهلل لشيء وفي أخرى تدينه وتهاجمه، وتلك آفة مشينة برع فيها الغرب الصليبي خلال تعامله مع المسلمين.

وبالنظر إلى ردة الفعل الغربية الصليبية عقب انقلاب الخسة والسفالة والدناءة والعار في 15 تموز/ يوليو 2016م، نلحظ الازدواجية الصليبية في أبشع معانيها، حيث جاءت ردود الفعل مباركة لذبح الشعب التركي المسلم بزعم الحفاظ علي حقوق الانقلابيين الخونة القتلة!

عندما تقع حادثة بسيطة في أمريكا أو فرنسا أو بلجيكا أو ألمانيا فإنه يحق لتلك الدول اعتقال ما تشاء من الأفراد، وتصفية من تشاء وفرض حالة الطوارئ، أما في تركيا المسلمة فعليها أن تتقبل وتتفهم قصف البرلمان بالمروحيات وقصف الفندق الذي يقيم فيه الرئيس رجب طيب أردوغان، ودهس الدبابات للأبرياء في الشوارع، وتخريب الاقتصاد التركي وتطفيش السياحة... علي تركيا أن تصمت حتي يرضي الغرب الصليبي!

والأعجب أن ذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية أن وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس دعا الأتراك المقيمين في بلاده لمغادرتها إن أرادوا التظاهر تعبيرا عن تضامنهم مع الرئيس رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الصليبي الفاشل!

هكذا يُعبر الغرب الصليبي عن حقوق الإنسان والتعددية واحترام الآراء، بطرد من يريدون التظاهر تضامنا مع بلدهم ورفضا للمؤامرة الدنيئة!

وكأن المطلوب أن يقتلوا الرئيس أردوغان ويُصفق لهم الشعب التركي... ويعيدوا تركيا للعصر الحجري .. ثم تعم الاحتفالات ربوع الجمهورية التركية! وكأن المطلوب أيضا ألا يعترض أحد... نُعذّب في صمت ونموت في صمت لارضاء الغرب! وهو ما يُذكر بأغنية أم كلثوم التي كتبها أحمد رامي بعنوان "يا ظالمني" وفيها: "يا ظالمني يا هاجرني... وقلبي من رضاك محروم... تلوعني وتكويني... تحيرني وتضنيني... ولما أشكي تخاصمني وتغضب لما أقولك يوم يا ظالمني!".

الشكوى من الظلم غير مسموح بها! وعندما تجاهر بظلم الطرف الآخر فهي جريمة تستوجب الغضب! وهو منطق من مات قلبه وضميره وعقله.

إن انقلاب الصليبية العالمية أثبت أن الغرب الصليبي موغل في النفاق والاجرام والازدواجية ولا يعترف إلا باستراتيجية قتل المسلمين وتدمير أوطانهم... وإذا قالوا للغرب أنه ظالم استحقوا غضبه وعقوباته!

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس