هانا لوسيندا سميث - التايمز البريطانية - ترجمة وتحرير ترك برس

تهرول واشنطن لإصلاح العلاقات مع تركيا قبل شن هجوم للاستيلاء على مدينة الرقة في شمال سوريا، آخر معاقل تنظيم داعش.

تستميت أمريكا للقضاء على فوضى التنافس بين فصائل المتمردين الذين يمثلون جميعا بطانة الهجوم على المدينة، بما في ذلك القوات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وهذا الحزب الأخير ميليشيا محظورة تشن أيضا تمردا ضد قوات الأمن في الأراضي التركية.

تصنف الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية، لكنها مع ذلك تدعم جناحه السوري بالغارات الجوية والأسلحة والتدريب، وهو الأمر الذي أغضب أنقرة، وأوصل العلاقات بين حليفي الناتو إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003.

تتقدم القوات الخاصة التركية وجماعات المعارضة المسلحة السورية المتحالفة مع تركيا التي تشتبك بشكل منتظم مع الفصائل الكردية، نحو مدينة الرقة أيضا. وقالت أنقرة إن جماعات المعارضة المحلية ينبغي أن تقود الهجوم على الرقة وليست الميليشيات الكردية.

ثمة دلائل تشير إلى أن الولايات المتحدة تشدد في الوقت الراهن موقفها من حزب العمال الكردستاني، فقد طالب مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، مقاتلي حزب العمال الكردستاني بالانسحاب من سنجار في شمال العراق، حيث أحكمت الميليشا وجودها وأقامت معقلا لها هناك منذ عام 2014.

وقال تونر اليوم: "نعتقد أن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، لا ينبغي أن يكون له دور في سنجار، ونحن نعد وجوده هناك عقبة أمام المصالحة وعودة اللاجئين وعودة النازحين في الداخل العراقي".

كانت سنجار، وهي منطقة جبلية بين الحدود التركية السورية، تضم التجمع الأكبر للأقلية اليزيدية في العراق قبل أن تشن داعش هجوما كبيرا في صيف عام 2014، وقتل أكثر من 5000 يزيدي، وخطف الآلاف منهم، بينما فرت قوات البيشمركة إلى شمال العراق تارمة المدينية لمواجهة مصيرهم.

وسرعان ما اقتحم حزب العمال الكردستاني فراغ السلطة، وجند ودرب مقاتلين في سنجار بتمويل من حكومة بغداد، وردا على ذلك أرسلت تركيا آلافا من قواتها الحاصة عبر الحدود إلى بلدة بعشيقة، حيث تدعم هناك قوات البيشمركة المحلية وقوات تركمانية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع حذر المتحدث باسم الرئيس أردوغان من أن تركيا لن تسمح بأن تتحول سنجار إلى "قنديل أخرى"، في إشارة إلى معقل آخر لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث يخطط الحزب ويطلق هجماته على تركيا. وقال المتحدث إن أنقرة قد تستخدم القوة العسكرية لطرد مقاتلي العمال الكردستاني ما لم ينسحبوا من سنجار.

في المقابل يصر حزب العمال الكردستاني على أنه لن ينسحب، وقال في بيان إنه سيبقى في سنجار، ما دام التهديد مستمرا ضد الأكراد.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس