ترك برس

استنكر ناشطون سياسيون ومدوّنون يمنيون يوم الأحد الفضيحة الدبلوماسية الهولندية بحق وزيرين تركيين، معتبرين أنها جاءت خشية من نهضة تركيا ودورها السياسي المحوري.

وكانت السلطات الهولندية قد سحبت يوم السبت تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها، ورفضت دخول زميلته وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية فاطمة بتول صايان قايا إلى مقر القنصلية التركية بمدينة روتردام لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا.

وذكرت وكالة الأناضول أن قطاعًا كبيرًا من النشطاء السياسيين اليمنيين والعرب تفاعلوا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنوا تضامنهم الكامل مع تركيا، باعتبارها تواجه "حرباً دبلوماسية". وعزا الكاتب والمحلل السياسي اليمني، محمد الغابري، خطوة هولندا إلى أن "أوروبا ليست راضية عن النهوض في تركيا لذلك لا تتردد في افتعال أزمات معها، وكانت خيبة الأمل بالغرب الأوروبي قد أفصحت عن نفسها بالمواقف الباردة من المحاولة الانقلابية التي واجهتها تركيا، في صيف العام الماضي".

وكتب الغابري على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن النهضة في تركيا ماضية على الرغم من ما تواجهه من حقول ألغام وجهود جبارة لإفشالها ومؤامرات مكثفة تحاك ضدها.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي، مصطفى راجح: إن "أوروبا حاولت إغلاق باب الديمقراطية بتواطؤها مع الانقلاب الفاشل، وتغلق الآن باب الدبلوماسية المتعارف عليها في التعامل بين الدول".

وأضاف راجح، عبر صفحته في "فيسبوك": "لا يوجد سبب واضح تماماً لتصرفات هولندا: هل هي نتيجة للحنق من فشل الانقلاب ؟ أو التخوف من مضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو استقلالية أكثر رسوخاً للقرار التركي ؟".

وفي السياق، اعتبر الناشط السياسي، محمد مهيوب إسماعيل، أن خطوة هولندا "جاءت رداً على التعديلات الدستورية التي شعرت أوروبا أن الشعب التركي ذاهب إليها بقوة".

وذكر إسماعيل، في منشور على "فيسبوك" أن "أوروبا ترفض التعديلات الدستورية التركية لأسباب ليس من بينها الخوف على الديمقراطية ولا حتى العلمانية، بل خوفاً من أن يشتد ساعد الإسلام السياسي الطامح في البلاد المتاخمة للتماس الأوربي".

الناشط السياسي محمد الفقيه، رأى أن "تصاعد الهجمة الأوروبية الأخيرة على تركيا ناتج عن شعور الغرب بأن تركيا أصبحت ضمن الاقتصاديات الكبرى في العقد الأخير".

وكتب الفقيه على صفحته في "فيسبوك": "هنالك ثلاث نقاط شغلت الغرب في الآونة الأخيرة وهي أن تركيا أصبحت ضمن أكبر الدول المنتجة للسلاح، كما أنها احتلت المرتبة الأولى في أوروبا من حيث الانتاج الزراعي والرابعة على مستوى العالم، إضافة إلى أن الجيش التركي بات يُعد ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وإضافة إلى موجة الإدانات الواسعة من السياسيين والمفكرين والمثقفين والمسؤولين في دول عربية وإسلامية، للتصرفات الهولندية التي تنتهك الأعراف الدبلوماسية وُصفت بـ"الفضيحة"، فقد لاقت إدانات من تركيا التي طلبت من سفير هولندا، الذي يقضي إجازة خارج البلاد، ألا يعود إلى مهامه لبعض الوقت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!