ترك برس

رأى الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية والتاريخية "عادل بن محمد الحوالي"، أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت شبه قادرة على تحييد الدور التركي في المنطقة، بعد "قمة الرياض"، محذرًا الدول العربية والإسلامية كي لا تكون ذراعًا لإنجاح مخططات الغرب ضد تركيا.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها الحوالي عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات المصغرة "تويتر"، بدأها بالإشارة إلى أن الخلاف الأمريكي - التركي مرشح للتصاعد بسبب حساسية الأتراك من تقلبات المزاج الأمريكي.

وقال الباحث السعودي إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأخيرة، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن جاءت في سياق المكاشفة بين البلدين خاصة من الطرف التركي وجرى وضع الدبلوماسية خارج أروقة اللقاء لحساسية الأمر.

وأوضح الحوالي أنه حسب معطيات الواقع لم تكن زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى واشنطن على أحسن ما يرام وقد أعقب الزيارة تصريحات تعكس وقوع خلاف حقيقي جيوسياسي بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت الباحث إلى أن السياسة الأمريكية من الواضح تماماً أنها كانت مطمئنة لمخرجات قمة الرياض، التي انعقدت الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية، ولم تكترث كثيراً للتصريحات التركية بعدم المشاركة في معركة الرقة.

أضاف: "حسب البيان المعلن بعد قمة الرياض فقد تقرر إنشاء حلف عسكري مكون من 34 ألف جندي وبذلك تفقد أنقرة زخمها العسكري"، مبينًا أن "البُعدان الديني - المالي في قمة الرياض منح السياسة الأمريكية مرونة كبيرة للتحرك في العراق وسوريا بغض النظر عن وجود الطرف التركي من عدمه".

وأردف الحوالي أن "الولايات المتحدة الأمريكية بهذه القمة تكون شبه قادرة على تحييد الدور التركي مما يدفع الأخير إلى اتخاذ موقف حاسم بالاندماج أو المفارقة في وضح النهار".

وشدّد الباحث السعودي على أنه من السذاجة السياسية الاعتقاد بأن الدور الغربي سيقِف عند حدود محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا بل اللجوء إلى ممارسة العزل الإقليمي ما أمكن.

والأهم في ذلك كله، حسب الحوالي، أن لا تكون الدول العربية والإسلامية ذراع الغرب في إنجاح هذا المخطط وهو ما كان واضحاً على لغة الرئاسة التركية قبل أيام.

وتابع: "مما ينبغي التنويه إليه، أن مشروع الصهاينة قسمان: عربي - إسلامي، أما الأول فتلخّص في إسقاط العراق كدولة، والثاني ما تزال تركيا تقاومه سمومه".

وبيّن الحوالي أن الإدارة التركية متيقظة لهذا المكر منذ 2003، وهذا أحد أبرز الأسباب التي دفعت بالسياسة التركية إلى دعم النمو الاقتصادي لفرض طوق داخلي إصلاحي.

واعتبر أن هناك ما يعرف بالوهمِ السياسي، أو الاشتباه السياسي، كحادثة الوهم العربي بأن مشروع أمريكا يستهدف النظام البعثي وحقيقته إسقاط وتدمير الدولة.

وخلص الباحث السعودي إلى أنه "في دولة متقدمة كتُركيا يصعب تكرار السيناريو ولكن عبر بدائل مختلفة ومن ذلك السعي لإسقاط الحزب الحاكم أو شيطنة هوية الحزب إقليمياً ودولياً".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!