هاشمت بابا أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

أصبحت الكرة الأرضية تدور بسرعة كبيرة...

تتالى الأحداث سراعًا.

علينا أن نثبت أقدامنا، ونتصرف بحذر.

أعلم أنكم قرأتم جملًا مشابهة مرارًا في هذه الزاوية.

لكن الحق يقال.

تابعوا معي...

في غمضة عين تعرضت قطر لمقاطعة من جانب بلدان كانت على يقين حتى الأمس القريب أنها صديقة لها.

من كانوا يتوقعون حصول ذلك قبل شهر كانوا يواجهون بإجابة ملؤها الاستغراب "لا، لن تصل الأمور لهذا الحد!".

الكل كان يقول إن قطر تملك ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم، وإنها الأولى على مستوى العالم من حيث الدخل الفردي، وإنها الشريك التجاري الأول لبلدان مثل اليابان والهند، وإن الشركات التي تمولها تتمتع بمكانة مرموقة لدى الإعلام العالمي...

كل ذلك لا يغني!

فقطر على غناها هي في الواقع بلد صغير.

ويبدو أن البنتاغون وحلفاءها مصممون على "تربية" قطر.

هناك أمر آخر من البديهي أن نعلمه...

إذا اختتمنا هذا الأسبوع ونحن نتحدث بقلق عن قطر والهجمات التي وقعت في المملكة المتحدة، فلن يكون من المدهش أن نستقبل الأسبوع القادم حدثًا جسيمًا آخر.

حسنًا لنقل إننا تصرفنا بحذر، وإننا ثبتنا أقدامنا بشكل جيد على الأرض..

لكن هل الأرض تحت أقدامنا ثابتة؟

لا.

في هذه الحالة، ماذا علينا أن نفعل؟

ما سأكتبه فيما يلي بهدف العثور على إجابة لهذا السؤال لن يكون في إطار مقالة سياسية أو تحليل للعلاقات الدولية.

سأحاول أن أتحدث عن أمر آخر.

يمكننا تلخيص الأمر كما يلي...

إذا كانت الأرضية زلقة، متحركة، وحتى سائلة...

وإذا كانت الاشتباكات في البقعة والأجواء السياسية، التي تعيش فيها تركيا، تتحضر لتصبح وابلًا ينهمر عليها...

فنحن مجبرون على أن نتصور بلادنا وكأنها سفينة.

سفينة تترك أنذال جماعة فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني في الخارج، وتحتضن على سطحها من تبقوا...

سفينة تتقدم وكأنها تنزلق على سطح الأمواج إلى حين انحسار المياه...

هناك أمر آخر...

منذ عدة أعوام ونحن نصارع شرورًا واعتداءات لا يتصورها عقل.

ولا شك أن عقولنا محقة في التركيز على سؤال "كيف يمكننا منع هذه الاعتداءات؟".

ما أقصده هو أن الآخرين قاموا بحملاتهم، ونحن سعينا للرد عليهم.

ينبغي الآن أن تنتقل أفضلية القيام بالحملة إلينا!

علينا أن نكون بلدًا قادرًا على القيام بحملات متتالية تتناسب مع سرعة الأحداث في العالم.

إذا لم تنفع إحدى الحملات، ينبغي علينا القيام بحملة مختلفة، عوضًا عن تكرار الحملة نفسها..

(هل كان الحديث غامضًا بعض الشيء؟ سنوضحه في الأيام القادمة من خلال تناول جميع الأحداث)

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس