ترك برس

وصفت وزارة الخارجية التركية المناورات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان في جزيرة "رودوس" اليونانية بأنها "خرق واضح للقوانين الدولية".

وقالت الخارجية التركية، في بيان، إنها تلقت من مصادر عسكرية أن مصر واليونان تجريان مناورات هجومية برمائية مشتركة في جزيرة رودوس، في الفترة ما بين 3 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، و4 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري.

وأضاف البيان أن "معاهدة باريس للسلام عام 1947، تنص على حظر كل أنواع التدريبات العسكرية في رودوس، التي تخلت عنها إيطاليا لصالح اليونان بشرط نزع السلاح منها".

وأعلن الجيش المصري، وصول عناصر من قواته البحرية والجوية إلى اليونان، الثلاثاء الماضي، للمشاركة في التدريب العسكري "ميدوزا 5"، الذي تجرى فعالياته لعدة أيام.

وفي 2 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أعلن وزير الدفاع اليوناني، فانوس كمنوس، أن بلاده ستشارك في تدريبات عسكرية مشتركة ستجري قريباً مع سلاح الجو الإسرائيلي وسلاح الجو المصري، إضافة إلى دول أخرى، بهدف تعزيز استقرار الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط.

ويقول رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري عمرو عادل، إن "الجيش الحديث منذ إنشائه في بدايات القرن التاسع عشر وهو يُستخدم لمواجهة محاولات تحرر قامت في المنطقة، وله الكثير من المواجهات مع الجيش التركي بعهد الدولة العثمانية".

وأضاف الضابط السابق بالقوات المسلحة، وفق موقع "عربي21"، أن "الانقلاب العسكري جعل من الجيش ألعوبة وأداة لعمليات بيد قوى أخرى"، مشيرا إلى أن "اليونان تحمل عداءا تار يخيا مع تركيا".

وأشار عادل أن "كل التعاون الذي يتم الآن بين قوى الشر في المنطقة، وأولها النظام المصري، يتكون ضد تركيا"، وفق تعبيره

من جانبه، قال المحاضر في معهد الشرق الأوسط في جامعة سكاريا التركية، الدكتور محمد الزواوي، إنه "من الواضح أن تلك المناورات تأتي في إطار التدريب على حماية حقول الغاز المكتشفة حديثا شرق البحر الأبيض المتوسط، التي تمتلكها مصر واليونان وقبرص إلى جانب إسرائيل".

وأشار الزواوي إلى أن مصر انضمت إلى ما كان يعرف باسم (مثلث الطاقة) بين الدول الثلاث، بعدما اكتشفت القاهرة احتياطات نفطية هائلة قبالة سواحلها، وتحديدا بحقل "ظُهر"، حسب ما نقل "عربي21".

وأوضح أن "التوجه المصري بات يتمحور حول حماية تلك الحقول عسكريا"، مضيفا: "من هنا، نستطيع أن نفهم كذلك صفقات الأسلحة الجديدة التي اشترتها مصر من فرنسا وعلى رأسها حاملة الطائرات ميسترال والطائرات المقاتلة من طراز رافال".

وأكد الباحث والأكاديمي المصري، أن "هذه المنظومات من الأسلحة ليست موجهة إلى الكيان الصهيوني بقدر ما هي من أجل الحفاظ على الحقول الغازية الجديدة، لاسيما في ظل اعتراض تركيا على حصة القبارصة الأتراك من تلك الصفقات، وهددت أكثر من مرة باستخدام أسطولها لحماية المكتشفات الغازية قبالة قبرص الشمالية".

هذا إلى جانب تصاعد التوترات ما بين الدول الأربع من جهة، وتركيا من جهة أخرى، حول عدد من قضايا المنطقة، وهو ما أدى إلى تشكل محور مصري مع تلك الدول، وفق الزواوي.

وقال الزواوي، إن "تلك المناورات تأتي في ذلك الإطار، حيث إنها مناورات برمائية على سواحل جزيرة رودس التي تبعد 15 كيلومترا فقط من السواحل التركية".

واستدرك: "لذلك فإن تركيا اعتبرت تلك المناورات استفزازية وأطلقت تحذيراتها، لأنها تعد خرقا للقانون الدولي والاتفاقيات ما بعد الحرب العالمية الثانية حول الجزيرة منزوعة السلاح، ومنها اتفاقية باريس عام 1947، التي حظرت كل أنواع التدريبات العسكرية على الجزيرة".

وأضاف أن المناورات في هذا الإطار "تمثل بالنسبة لتركيا تهديدا لمصالحها ومصالح القبارصة الأتراك في الحصص الغازية، وتمثل استعراضا للقوة العسكرية بتنفيذ أعمال عدائية مستقبلا ضد تلك الحقول الغازية، وهو ما يؤدي إلى رفع وتيرة الصراع ويزيد من احتمالات المواجهة العسكرية بين تلك القوى شرق المتوسط".

وحول الدور الأمريكي في هذه المناورات، أكد الزواوي، أن "أمريكا بالأساس تشجع أي تعاون مصري إسرائيلي، لاسيما إذا كان ضد تركيا، باعتبار أن ذلك التعاون سيدفع أنقرة بعيدا عن المنطقة".

وأضاف أن "التعاون المصري الإسرائيلي مع دول في الاتحاد الأوروبي يصب في خانة إدماج مصر تحت مظلة الغرب، ويعزز من لعبها أدوارا وظيفية لصالحه، بعيدا عن أي مظلات عربية، وهو الهدف النهائي للغرب بقيادة الولايات المتحدة"، وفق قوله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!