غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو بشكل واضح من خلال التطورات الأخيرة أن أنقرة قامت بعملية "تطهير ميداني" جيدة على الصعيد الدبلوماسي قبل العملية العسكرية.

فمساعدة الأمين العام للناتو روز غوتمولر أدلت بتصريح يمكن اختصاره بعبارة "نشاطر تركيا، عضو الناتو، مخاوفها الأمنية على الحدود".

كما تبين أن السبب في إحالة فرنسا المسألة إلى مجلس الأمن الدولي هو "المشاكل الصحية والغذائية التي يمكن تواجه المدنيين". ولم يصدر عن المجلس الأمن قرار سلبي تجاه تركيا..

أكثر ما أثار الدهشة هو تصريح صدر عن الولايات المتحدة:

"لن نحمي وحدات حماية الشعب إذا توجهت لمساعدة قواتها في عفرين".

وعلاوة على ذلك، اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عنه قبل فترة طويلة، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وجاء ذلك بعد تصريح أردوغان بأن الرئيس الأمريكي أخبره أنه سيتصل به ومع ذلك لم يفعل، مؤكدًا أنه لن يتصل بترامب أبدًا.

والنتيجة..

ترتب تركيا الأحجار على "رقعة شطرنج الدبلوماسية" من خلال القيام بحملات قوية، مؤكدة أن سياستها الخارجية تمتلك واحد من أعرق الدبلوماسيات في العالم.

وفي المقابل، لا يمكن القول إن العلاقات مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص على خير ما يرام، وتشبيهها بوردة خالية من الأشواك.

منذ مدة وتركيا تمتلك في يدها "ورقة السياسة الخارجية التي استمرت في اتباعها منذ القرن الأخير من عهد الدولة العثمانية حتى اليوم".

طبقت الدولة العثمانية سياسة "توازن" ضد دولة أوروبية كبرى، بدعم من دولة كبرى أخرى أو عدة دول كبرى. ومن الأمثلة الناجحة على ذلك حرب القرم، التي دخلت فيها إلى جانب بريطانيا ضد روسيا.

وجابهت تركيا في عهد الجمهورية ضغوط الحرب الباردة من الاتحاد السوفيتي الشيوعي من خلال عضويتها في حلف الناتو إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ومع إسقاطها مقاتلة روسية انتهكت أجواءها قرب الحدود السورية تدهورت علاقات تركيا مع روسيا، وبذلك حُرمت من ورقة إقامة توازن مع الولايات المتحدة.

أما الآن فتركيا تمتلك في يدها من جديد الورقة المزدوجة.

الولايات المتحدة، وبضغوط من بقية أعضاء الناتو، تخشى من دفع تركيا باتجاه روسيا وفقدانها تمامًا، من أجل وحدات حماية الشعب.

طالما امتلكت تركيا هذه الورقة المزدوجة فإن حظوظها ستبقى قوية على رقعة شطرنج الدبلوماسية.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس