أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

لا يمكن للرادارات رصدها بسهولة. وباستطاعتها حمل منظومات صاروخية جو-جو، وجو-أرض. تواصل القيام بطلعات استكشافية خاصة حاليًّا تحسبًا لاحتمال امتداد عملية غصن الزيتون، التي أطلقها الجيش التركي ضد العناصر الإرهابية في عفرين، إلى مدينة منبج. 

تستخدم الولايات المتحدة طائرة إف-22 رابتور (الطير الجارح) وهي أكثر المقاتلات تطورًا في سلاح الجو الأمريكي، كدرع لحماية منبج (الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب)، وكأنها توجه رسالة إلى تركيا.

فهل يمكن ربط هذا التصرف بعلاقة التحالف التي تربط بين البلدين؟

التحليلات التي أجريت خلال اجتماع مجلس الأمن القومي التركي المنعقد في 17 يناير/ كانون الأول الماضي تؤكد أن الولايات المتحدة ستصر على اتباع "استراتيجية عناد"، بقدر ما ظهر من توتر وتشوش ذهني لدى الإدارة الأمريكية. 

خبراء متابعون لشؤون المنطقة تحدثت إليهم، يشيرون إلى أن البيت الأبيض يعتقد بأنه قادر على إقناع الشارع الأمريكي بقضية استخدام تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي في القضاء على تنظيم داعش. 

ويوضح الخبراء أن العلاقات مع تركيا ليست قضية ذات أولوية بالنسبة للسياسة الداخلية في الولايات المتحدة. 

ويؤكدون أن المسؤولين الأمريكيين عملوا في كل مناسبة على اختبار مدى عزم أنقرة، وسعوا إلى معرفة مضمون الاتفاق، الذي توصلت تركيا وروسيا إليه بشأن مناطق خفض التصعيد. 

باختصار.. تستعرض الولايات المتحدة قوتها العسكرية في مواجهة حليفتها في الناتو، بهدف تحاشي مواجهة الجيش التركي. 

قضية أخرى تتابعها أنقرة عن كثب، وهي احتمال انتقال إرهابيي وحدات حماية الشعب، التي تتخفى تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية، إلى منطقة عفرين. 

فمن المعروف أن شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر أُرسلت إلى عفرين من أجل إمداد قوات وحدات حماية الشعب في المدينة، إلا أن الجيش السوري الحر تمكن من إيقاف الشحنة بفضل تبادل المعلومات الفوري مع الاستخبارات التركية.

ويلفت الخبراء أن وحدات حماية الشعب لم تستخدم سوى 10 في المئة من الأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، في قتالها ضد تنظيم داعش، وأنها تحتفظ بقدرات عسكرية يمكن أن تسلح جيشًا نظاميًّا.

ويشير الخبراء إلى أن وحدات حماية الشعب تستعد لاستخدام المدنيين كدروع بشرية أو لإلباس عناصرها ملابس مدنية وإدخالهم إلى المناطق المسكونة في عفرين للقتال فيها.  

ولهذا فإن أنقرة تخطط لتنفيذ عمليات محددة الهدف من خلال التقدم خطوة خطوة ويومًا بعد يوم، عقب حصار عفرين. بمعنى أن الجيش التركي لا يجابه العدو الذي يراه في مواجهته فحسب، وإنما القوة العالمية التي تسلحه وتزوده بالأفكار والخطط.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس