مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

نشرت وكالات الأنباء تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، ظهر أمس الأول، وقال فيها: "اتفقنا مع الولايات المتحدة من أجل غرب الفرات".

وأوضح جاوش أوغلو أن خارطة الطريق ستتشكل خلال اجتماعه المزمع عقده في 19 مارس مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون. 

وبينما كان الإعلام مشغولًا بالتعليق على هذا التطور، جلس الرئيس الأمريكي إلى حاسوبه ليحدث هزة في العالم عبر تغريدة في تويتر.

أعلن الرئيس، عبر جريدته الرسمية "تويتر"، عن قراره الذي سيغير التوازنات ليس في سوريا فحسب، بل في المنطقة برمتها، وحتى في شرق أوروبا. 

أقال ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون خلال إجراء هذا الأخير جولة في إفريقيا، وعين خلفًا له رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايك بومبيو..

الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي كان يتحدث أمس عن إقالة الرئيس الأمريكي وزير خارجيته الذي يقوم بجولة خارجية، وتعيين رئيس سابق لوكالة الاستخبارات، وكأنه "تطور منتظر"، أعتقد أنني أنا الوحيد الذي دُهش لهذا الحدث، وربما أنتم أيضًا..

إذّا تعالوا لننظر ما هي النتائج التي يمكن أن تنجم عن هذا التطور..

مع التعيينات الجديدة أصبحت الولايات المتحدة، باستثناء قطاع الاقتصاد، تحت رحمة العسكر.

وبما أن صناعة الأسلحة تملك حصة الأسد من الاقتصاد يمكننا أن نتوقع المزيد من الفوضى في المناطق المضطربة في الأساس.

وفي هذا الخصوص، لا شك أن وزير الخارجية الجديد بومبيو، وهو محارب عنيد ومستشرق فضلًا عن خبرته في السلاح والنفط، سيبذل كل ما في وسعه.

وفوق ذلك، فإن أذرع "الدولة العميقة"، التي كانت تتصارع على الحكم فيما بينها، من أجل محاصرة البيت الأبيض، ستعمل بشكل متناغم أكثر.

لأن الرئيس الأمريكي عين في منصب بومبيو برئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، مساعدته غينا هاسبيل. بمعنى أن البنتاغون وسي آي إيه ستقدمان أداءً أكثر انسجامًا مع صناعة السلاح من أجل زلزلة حياة الشعوب المظلومة.

نأتي إلى ما يهمنا من كل ذلك، وهو التكتيك الانتقالي في هذه المرحلة للحكومة التركية، التي وضعت منبج هدفًا لها، بعد عفرين.

فأنقرة، كما أوضحت في مطلع المقالة، كانت حتى الأمس تواجه سياسة خارجية أمريكية بقيادة تيلرسون أكثر انسجامًا وأقل عدوانية نسبيًّا.

أما الآن فهي ستتعامل مع فاشي اعتبر انقلابيي تنظيم غولن "دعاة حداثة" وقدم الدعم لهم خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016.

ما ينمي الأمل في نفوسنا هو أن تركيا أصبحت قادرة على اللعب وفق سياسة خارجية عالمية متغيرة بسرعة نشر تغريدة على تويتر.. وأنها لم تعد تصيغ علاقات التحالف أو التضاد وفق أهواء من يطالبون باستراتيجيات خمسية أو عشرية أصبحت من مخلفات الحرب الباردة.

وبطبيعة الحال، لا بد أيضًا من الوضع بعين الاعتبار احتمال أن هذا التوازن الجديد قابل للتغير بتغريدة جديدة ينشرها ترامب على تويتر.

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس