مصطفى بارودي - خاص ترك برس

ســـبحان الذي أســـرى ببعضهم وعرج بقلوب غيرهم إليها

مهما على بعتاده وعديده ودنى بسلوكه وإخلاقه , بالرغم من كل الهبوط للذباب الإلكتروني في عالمنا الإفتراضي منذ عدة شـــهور(والذي نعيش جل وقتنا فيه) في الإفتراءعلى آخر العواصم الجامعة لخير أمة , وبا لرغم من كل ما قيل عنها زوراً, وبا لرغم من كل مكر السوء الذي مكروه,إلا أنه يتجلى لنا مكر الخير واضحاً جلياً وهو مكر الله عز وجل مكراً خيراً بأحلى صوره , حين تكون في أحد مطاعمها العامرة المُطله على جـــســـورها الخمـــســـة معاً

من أحلى شـــرفاتها تجد الناس يصطفون بإنتظار فرصة ســـانحة لهم كي يحظون بإحدى الطاولات التي خلت من توها لتكون الـــســـبب في إســـتمتاعهم بمناظرها الخلابة

وتناول بعض الطعام المتنوع والـــشـــراب الوفير وأنت تــســتمع بهذه الإطلالة الـــســاحرة

وعند إـــســـترق الـــســـمع تجد أن أكثر الكلمات التي تـــســـمعها عربية حتى قوائم الطعام التي تقدم لك إحداها با لعربية , وأنت تـــســـتمع بكل ذلك تـــســـأل نفـــســـك

أين ذهبت كل تلك الجهود التي بذلوها لإقاد نار الفرقة و البعد مكراً ودهائاً ؟؟؟

 ليعزف الناس عن القدوم إليها !!!

لكن عبثاً فإن المكرالـسـيء لا يحيق إلا بأهله(وقد خاب من إفترى)

فما بالك بالمكرالإلهي الخيّر

وإذا قررت ترك طاولتك مغادراً تجد من يتسابق إليها ممن ينطقون بالعربية

دون أي لغة أخرى

فإذا إتجهت إلى مكان آخر ســيراً على الأقدام ليكون ختاماً لتلك الــســهرة الــســاحرة

فلا تجد غير العرب في طريقك تلك , وقد إقترب الليل من منتصفه لتتناول فيه شيء

من الحلوى الشهيرة في عاصمة العالم وآخر عاصمة جامعة للمـــســـلمين .

وتعاود الكَرة مرة أخرى وتنتظر دورك على الرصيف لتحصل على طاولة صغيرة

ويبدأ المـــشـــوار من جديد حتى تفرغ إحداها من عائلة عربية وعلى الأغلب خليجية

لتجلس مكانها ولا تجد من ســـكان المدينة أحد بجوارك على أحدى طاولتها , وجل جلسائها مما طار وأنخفض ذلك الذباب لثنيهم عن القدوم إليها (وقد خاب من حمل ظلما)

وعندما تنتهي من تلك الحلوى المميزة التي لا تــســـتطيع مقاومتها مغادراً ذلك المكان

وحين تنظر إلى محطة الترام القريبة منك و تجد عدة صفوف تنتظر الصعود إلى ذلك القطار القادم من اليم مقترباً إليك كأقتراب الليل من منتصفه فلاتجد مكان للصعود عليه إلا أن القليل يصعد وآخرون لا يفلحون , ويمضي و يترك خلفه من لم يــسـتطع الصعود إليه , ليأتي الآخر خلفه بحال مثل ســـــابقه , وقد يحالفك التوفيق وتصعد وبعد عدة محاولات لغلق أبوابه

توصد أخيراً بأمان , فإذا أطرقت الــسـمع ملياً فلا تــسـمع إلا همــســاً عربياً متعدد اللهجات

فتــســـر نفسك بقوله ( لا غالب إلا الله )

إنها إســـــــتانبول عاصمة العالم , ومهوى إفئدة المحبين وملاذ الخائفين المظلومين .

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس