صحيفة بيلد الألمانية - ترجمة وتحرير ترك برس

منذ سنوات، دخل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في خلاف مع ألمانيا، حيث اتهم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، باللجوء إلى ممارسات نازية، إبان منع حملات سياسية تركية على الأراضي الألمانية. فضلا عن ذلك، تُعد القضية، التي رفعها الرئيس التركي ضد الإعلامي الألماني الساخر، يان بومرمان، دليلا قاطعا على مدى توتر العلاقة بين الجانبين الألماني والتركي. وبلغ الخلاف ذروته باعتقال مراسل صحيفة "فيلت" الألمانية، دينيس يوسيل.

لكن، في الوقت الراهن، يبدو أن أردوغان قرر فتح صفحة جديدة مع ألمانيا. وقبل أيام من زيارته إلى البلد الأوروبي، بادر الرئيس التركي بإعادة ربط العلاقات السياسية مع السلطات الألمانية. وفي هذا الصدد، أفاد أردوغان يوم الأحد بأن "زيارتي إلى ألمانيا تهدف إلى طي صفحة الخلاف القائم مع الألمان منذ سنوات، وذلك من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية بيننا".

ومنذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في سنة 2016، تدهورت العلاقات الثنائية الألمانية التركية نتيجة اعتقال عدد من المعارضين والصحفيين الألمان. ومؤخرا، عمل أردوغان على تطويق الخلاف مع الجانب الألماني نظرا لأن بلاده تقع تحت الضغط بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

فمنذ أشهر، انهارت قيمة الليرة التركية مقابل الدولار. وعلى الرغم من أن الرئيس التركي رفض زيادة نسبة الفائدة، إلا أن البنك المركزي التركي أقدم خلال الأسبوع الماضي على هذا الخطوة خلافا لكل التوقعات. وقبل زيارة ألمانيا، من المنتظر أن يجري أردوغان زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، علاوة على أنه يرغب في لقاء عدد من المستثمرين الأمريكيين على أمل  تجاوز الوضع الاقتصادي الصعب، الذي تمر به بلاده.

وخلال الفترة الممتدة بين 27 و29 أيلول/سبتمبر الجاري، سيجري أردوغان زيارة رسمية إلى ألمانيا بدعوة من نظيره، فرانك فالتر شتاينماير. ويوم الجمعة، من المنتظر أن تستقبل المستشارة أنجيلا ميركل الرئيس التركي في مأدبة عشاء. ويوم السبت، سيجتمع الطرفان حول مائدة إفطار. كما سيدعو شتاينماير نظيره التركي لتناول وليمة رسمية، علما وأن العديد من السياسيين الألمان يرفضون المشاركة فيها.

ومن المنتظر أن يفتتح الرئيس أردوغان المسجد المركزي التابع للاتحاد الإسلامي التركي في منطقة إيرنفيلد بمدينة كولونيا. كما من المتوقع أن تشهد مدينتا برلين وكولونيا سلسلة من المظاهرات احتجاجا على زيارة الرئيس التركي. كما يأمل الرئيس التركي أن يتمكن من إقناع الحكومة الألمانية بالتعامل بحزم مع الناشطين التابعين لحزب العمال الكردستاني ولحركة فتح الله غولن، التي تتهمها الحكومة التركية بالضلوع في المحاولة الانقلابية الفاشلة في سنة 2016.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!