عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك نقطة ملفتة للنظر في عملية التفتيش التي أجرتها طواقم الشرطة في القنصلية السعودية بإسطنبول خلال تحقيقات حادثة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي. تشير التحقيقات الجنائية إلى وجود محاولة لإتلاف الأدلة على يد فريق مختص.

لا يمكننا القول إن خاشقجي قُتل إلى أن يتم الإعلان عن ذلك رسميًّا، لكني بعد هذا القدر من الأدلة أريد تسمية الحادثة بـ "جريمة خاشقجي"، وبتعبير أدق "اغتيال خاشقجي".

ذكرت في مقال سابق أن الأشخاص الخمسة عشر القادمين من السعودية يوم دخول خاشقجي القنصلية بينهم محققون وقتلة ومختصون بإزالة الأدلة.

اتضح أن رئيس الطب العدلي السعودي صلاح محمد الطبيقي كان مكلفًا بإتلاف الأدلة. لكن بحسب معلومات حصلتُ عليها فإن الشرطة التركية عثرت على بعض الأدلة رغم مساعي السعوديين لإتلافها، بعد 9 ساعات من البحث.

يجري الآن فحص هذه الأدلة على يد طاقم مختص، وهذا مهم جدّصا من أجل كشف ملابسات الحادثة. لكن الأهم هو عملية التفتيش في مقر إقامة القنصل، لأن من المعتقد أن عملية تقطيع جثة خاشقجي تمت هناك.

مغادرة القنصل

غادر القنصل محمد العتيبي ما أن سمع بأن عملية تفتيش ستجري في مقر إقامته يوم الثلاثاء. العتيبي اسم مفتاحي في هذا التحقيق، لأن هناك مصادر تقول بوجود تسجيلات صوتية أحدها للقنصل.

وبمغادرة القنصل إلى السعودية فقدنا دليلًا شديد الأهمية في نفس الوقت. ينبغي أن يتحرك الرأي العام الدولي من أجل ضمان حياة القنصل.

ففي إطار مساعيها من أجل إتلاف أدلة الجريمة قد تعمل السلطات السعودية على التخلص من القنصل وإخفاء جثته أيضًا.

وعلى ما يبدو فإن القُنصل استُدعي إلى الرياض لإسكاته إلى الأبد، في سبيل التخلص من شاهد حي على حادثة خاشقجي.

وعليه فإن من الواجب الحيلولة دون التخلص من هذا الشاهد الهام بأي شكل من الأشكال.

4 أسماء في طاقم الاغتيال

تشير كل الأدلة في جريمة خاشقجي إلى أن الحادثة كان مخطط لها مسبقًا، وأن "عملية تنظيف جنائي" جرت من أجل إتلاف الأدلة.

كل دليل مكتشف يقرب مسؤولية الحادثة أكثر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ففي طاقم الاغتيال هناك أربعة أسماء من الحرس المقربين إلى الأمير.

1- ماهر عبد العزيز مطرب، زار الكثير من الأماكن بصفته حارسًا لولي العهد السعودي، كان مع الطاقم المكون من 15 شخصًا والذي قدم إلى إسطنبول في 2 أكتوبر. .

2- عبد العزيز الهوساوي، عضو في طاقم الحماية الذي يسافر مع الأمير محمد في طائرته الخاصة.

3- ذعار غالب الحربي، تمت ترقيته إلى رتبة ملازم لـ"شجاعته في حماية القصر الملكي" في جدة العام الماضي. 

4- محمد سعد الزهراني، وهو من الحرس الملكي، وسافر إلى إسطنبول بجواز سفر لشخص آخر.

مع رحيل القنصل على عجل إلى بلاده يتبادر إلى الأذهان تساؤل عما إذا كان الدور حل عليه من أجل التخلص منه. ينبغي عدم السماح بالقضاء على القنصل، وبالتالي إتلاف دليل في غاية الأهمية.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس