عبد القادر طيبة - خاص ترك برس

عاشت الشعوب عبر التاريخ تحت أنظمة حكم تختلف ماهيتها فمنها الدينية وبعضها عرقية وقبلية ونشأت إمبراطوريات وتنازعت مع بعضها وفي ظل هذه الأحداث لاقت الشعوب الاضطهاد والظلم إلى وقتنا الحالي، ولا تخفى علينا الأمور التي حدثت منذ قرن وخاصة بعد سقوط الخلافة العثمانية فقد تعرضت المنطقة العربية للاحتلال من قبل القوى الاستعمارية الطامعة بخيرات البلاد ورغم قوة الدول المحتلة إلا أن الشعوب في مختلف البلاد العربية قاومت وضحت بملايين الشهداء وقامت بثورات خلدها التاريخ مما أدى الى دحر هذه الدول المحتلة وانسحابها من البلاد ولكن المستعمر وقبل انسحابه  غرس خنجر بخاصرة كل بلد فعمل على دعم أشخاص وكلاء عنه لوصولهم للسلطة وقد ضمن ولائهم  فبدأت مرحلة الاحتلال عن بعد ونهب وسلب البلاد عن طريق مرتزقة خونة باعوا أوطانهم وأهلهم.

عمل وكلاء الخارج في بلادنا على تجهيل الشعب وتأخير تقدمه علميا وثقافيا وطمس الحريات ومصادرة الآراء وتعتيم الحياة من ظلم وجور في ظل هذه الأمور القاهرة ثار الشعب وقام بثورات عمت أرجاء الأوطان العربية وهدفت الى إسقاط هذه الأنظمة القمعية وهنا استنفرت الدول الاستعمارية وهرعت لحماية مصالحها في المنطقة وبدأت ببث السموم في هذه الثورات لتقويضها وتوجيهها لخدمة مصالحها.                                                                                

إظهار الدعم وإضمار العداء

بدأت الدول الاستعمارية بإظهار موقفها الداعم للشعوب المنتفضة ولكن كانت تعمل ومن تحت الطاولة بحرص على إبقاء هذه الأنظمة فتسللت ضمن صفوف الثوار وعملت على إيصال أي شيء يخدم الأنظمة لمكافحة شعوبها وكانت تستخدم دروع خفية لها عن طريق ما يسمى المنظمات الإنسانية أو الداعمة للثورات أو المدافعة عن حقوق الإنسان.                                           

إثارة النعرات الطائفية

لعبت هذه الدول على إشعال أي فتنة داخل البلد المنتفض فكانت تسعى لخلط أوراق أي ثورة كانت تقوم في بلد يحاول الخروج على حاكم جائر يتبع لها ومن أبرز السموم إيقاد فتيل الفتنة بين طوائف البلد طبعا يكون ذلك عن طريق إضفاء الصبغة الطائفية والمذهبية على الأحداث الدموية فتصور الثورات على أنها حروب أهلية داخلية وأن الإبقاء على النظام الحالي ضرورة لضمان الاستقرار وحماية حقوق الأقليات.

دعم الحركات الانفصالية والعرقية

عملت هذه الدول على نشر الفكر القومي الانفصالي في صفوف بعض الشعب الثائر الذي تعرض للاضطهاد والعمل على إخراجه من العمل الثوري عبر إشعال أفكار قومية عرقية هدامة تدمر النسيج الاجتماعي الوطني للبلد وينتج عنه حركات انفصالية تبعثر أهداف وأوراق الثورة وتتجه بها إلى الهاوية وسرعان ما تتجه الدول المهيمنة إلى دعم هذه الحركات وجعلها ورقة رابحة بيدها تتاجر بها كما تشاء وتتخلى عنها بسهولة لنيل ما تريده وما تطمح إليه.                                

خلق حركات متطرفة

تغلغلت حركات متطرفة مدعومة استخباراتيا وبإرادة خارجية في داخل الجسم الثوري المسلح منه والمدني واستغلت عاطفة الشعب الدينية وعملت على إقناع المجتمع الثائر أنها أتت لمناصرتهم وبعد أن كسبت هذه المجموعات ثقة المظلومين المغلوب على أمرهم مارست جميع أنواع الظلم والقهر و القتل باسم الدين ,طبعا نفذت هذه الحركات خطتها بنجاح كما رسمتها لهم القوى التي تريد تقسيم أي حراك يتضارب مع مصالحها.                                                                             

كانت الحركات المتطرفة وأعمالها الشنيعة ذريعة للقوى الخارجية للقيام بتدخل عسكري تحت حجة محاربة الإرهاب فاستهدفت قوى الثورة الحقيقة وفصائلها وبثت الرعب والخوف والدمار في المجتمع فضلا عن تلميع صورة الأنظمة الجائرة وضرورة الحفاظ عليها لتوطيد الأمن.              

قد رأينا مما سبق خبث الدول الاستعمارية في توجيه السموم المدمرة لأي حراك نهضوي يخدم مصالح الشعوب بالتالي يعود على مصالحها بالضرر مستخدمة التنوع العرقي والمذهبي والفكري فتارة اشعلت نيران الطائفية وتارة أخرى القومية العرقية وضربت بالتطرف الفكري والمذهبي مشاعر وعقول الشباب الثائر والمتحمس فعلينا الأن الانتقال من مرحلة تعريف هذه المشاكل والعمل على حلها.

عن الكاتب

عبد القادر طيبة

طالب جامعي، فرع العلوم السياسية والإدارة العامة.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس