هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

من تداعيات انتقال العالم إلى نظام متعدد القطبية من جديد فقدان الولايات المتحدة هيمنتها على سوق الصناعات الدفاعية. 

المؤشر الأبرز على ذلك هو الإقبال على شراء منظومة إس-400 الصاروخية الروسية عوضًا عن صواريخ باتريوت الأمريكية. 

وبحسب بعض المصادر، هناك 13 بلدًا، من بينها السعودية وقطر والجزائر والمغرب وفيتنام والعراق، بدأت اتصالات مع الكرملين من أجل شراء منظومة الدفاع الجوي إس-400، على الرغم من تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات. 

قصة شرائنا منظومة إس-400 تعيش أوقات عصيبة كما هو معروف. بجوارنا يقع البلد الأوروبي المفلس اليونان، الذي يتلقى العون من ألمانيا، ومن جهة أخرى هناك بلدان على شفا الانهيار سوريا والعراق، علاوة على إيران التي تتعرض يومًا بعد يوم لتضييقات أمريكية جديدة. 

على الرغم من تحقيق تركيا إنجازات باهرة على صعيد الصناعات الدفاعية المحلية في الأعوام العشرة الأخيرة إلا أن هذا وحده لا يكفي. فلا زلنا لا نملك منظومة دفاع جوي. 

حليفتنا المزعومة الولايات المتحدة عرقلت صفقة شرائنا الباتريوت لمدة طويلة من خلال رفضها نقل التكنولوجيا. 

على الرغم من كل اعتراضاتنا سحبت الولايات المتحدة وألمانيا في أغسطس/ آب 2015، صواريخ باتريوت التي كانت نشرتها في تركيا، عقب اندلاع الحرب في سوريا.

بطبيعة الحال لم تقف أنقرة مكتوفة الأيدي، فوقعت في يناير/ كانون الثاني 2018 عقدًا مع شركة يوروسام الفرنسية الإيطالية، بشراكة من شركتي رزكيتسان وأسيلسان التركييتين من أجل تصنيع منظومة دفاع جوي تركية.  

كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكر مرارًا أن بلاده لن تتراجع عن شراء منظومة إس-400 من روسيا. 

تواصل الولايات المتحدة، التي لم توفر لتركيا منظومة دفاع جوي، "تذمرها" وتعارض شراء أنقرة المنظومة الروسية. لأن مسار أستانة أثبت أن الشراكة التركية الروسية تتطور بشكل أسرع مما تتوقعه واشنطن.

تطبق الولايات المتحدة الآن استراتيجيتها الكلاسيكة "العصا والجزرة". تطلق التهديدات أولًا، وبعد ذلك تفرض مقاطعة على الرغم من كوننا شركاء في مشروع إنتاج مقاتلة إف-35.

في أعقاب ذلك، تقدم الجزرة، كما فعلت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عندما وافقت على بيع تركيا منظومة باتريوت الدفاعية الجوية بمبلغ يصل 3.5 مليار دولار. 

أما آخر التهديدات فكان في منتدى ميونخ للأمن، الأسبوع الماضي، حين قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مشيرًا إلى تركيا دون أن يذكر اسمها: "لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي بينما يشتري حلفاؤنا الأسلحة من خصومنا".

ماذا ستفعلون؟ هل ستقصفوننا بالقنابل؟ أم ستهاجموننا بالدبابات؟ لقد جربتم ذلك من قبل لكن لم تفلحوا.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس