ترك برس

الأسطة عرفان شاهين، صانع الدروع وسروج ورسن الخيل والألبسة للمصارعين المشهورين، ولكبار الشخصيات من الساسة والفنانين والرياضيين، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيسي الوزراء السابقين سليمان دميريل وتورغوت أوزال. وقد سلّط عليه الضوء مؤخرًا تقرير لقناة "تي ري تي خبر" التركية.

يعمل عرفان في متجره ببلدة بيجا التابعة لولاية جناق قلعة غرب تركيا منذ عام 1956 منذ صلاة الصبح وحتى ساعات المساء، في مهنة هي من أقل المهن دخلًا وأكثرها حاجة للدقة والإتقان، وهي صناعة الملابس والدروع الجلدية للمصارعين.

وقد زاره مؤخرًا مدير الثقافة والسياحة بولاية جناق قلعة كمال دوكوز، حيث التقى بالأسطة عرفان الذي صار من أساطير بلدته بيجا الحقيقيين.

بدأ عرفان حياته المهنية عندما كان فتى يبلغ من العمر 13 عاما، حيث ترك مدرسته في مرسين بسبب مشاكل أسرته المادية وعاد إلى مسقط رأسه بيجا، واضطر للجوء إلى حرفة من أجل توفير سبل العيش لعائلته، ولم يكن له خيار إلا امتهان المهن الحرفية المنتشرة في تلك الأيام كصناعة الأحذية والمكانس وأعمال النجارة، ولكنه لم يرغب بذلك فشجعه والده، وأكد له أن بإمكانه أن ينجح بامتهان مهنة خاصة به، حينها توجه لصناعة الجلود وبدأ بتعلمها شيئا فشيئا حتى أتقنها وأحبها، وحلم أن يكون "أسطة" أي خبيرًا في هذا المجال، الذي لا يدر دخلًا كبيرًا ولكنه حرفة موروثة.

في عام 2012، وقع الاختيار على الأسطة عرفان شاهين كـ"كنز بشري حي"، ضمن نطاق أعمال التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بفضل ممارسته لهذا الفن النادر، وبعد إعلان اليونسكو عن هذا التكريم، قامت منظمات إعلامية من 11 دولة بزيارته في منطقة بيجا بولاية جناق قلعة.

يصنع عرفان في الشتاء سروج ورسن الخيول، وفي الصيف يصنع الدروع والألبسة والمشابك لأبطال المصارعة، كما يهتم بصناعتها بدقة مميزة.

وقد كان هناك اثنان غيره يمتهنان هذه المهنة في تركيا، توفي أحدهما في عام 1966، والآخر معلمه توفي في عام 1967، بعد أن قام بتدريب شاهين على هذه المهنة، وكان عمره آنذاك 25 عاما، ولم يكن في جميع أنحاء تركيا أي شخص آخر بامتهان هذه المهنة فظل ما بين 45 إلى 50 عامًا وحده.

جهّز عرفان طوال حياته المهنية 13 ألف درع، وكان يخيطها ويصنعها لوحده، وعرف واشتهر بها. وبدأت شهرته عندما طلب منه المصارع التركي الشهير "أوردولو مصطفى" صناعة حزام ذهبي له، وكان شاهين في عمر 28 عاما، و لم يسبق له من قبل أن تطلب منه أي شخصية معروفة أن يصنع له حزام أو درع، و يتذكر عرفان شاهين تلك اللحظة وهو يتحدث لوكالات الأنباء التركية: "كنت لا أزال شابا وليست لدي خبرة، وكانت يدي ترتجف أثناء عملي، كنت أخاف مما سأصنع، وصنعت له حزامًا جميلًا".

ويتابع حديثه قائلًا: "في الصباح رأيت في الجريدة (الأسطة الشاب عرفان في القصر) وتحدثت الجريدة عن هذه المهنة، لقد تحقق حلمي بأن أنجح في مهنة لم يمتهنها أحد غيري". ويذكر عرفان شاهين أن ذلك اليوم هو يومه ويوم نجاحه في هذه المهنة، وقد تحقق حلمه، وفي تاريخ الجمهورية التركية.

صنع عرفان الدروع لكل أبطال المصارعة الأتراك المشهورين، ومنذ 10 سنوات، لم يعمل شاهين هذه المهنة كتاجر بل كمدرب ومعلم، وفي الوقت الحالي يعمل على تدريب المتدربين الذين يرغبون بتعلم هذه المهنة لكي تعيش وتستمر، ويقول: "سنصنع جميعنا الأفضل دائمًا، وأنا ممتن لهذه المهنة وفخور بالمتدربين الذين سيمتهنونها".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!