راسم أوزان كوتاهيالى - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

كتبت البارحة عن الكشف وللمرة الأولى عن الاستراتيجية التي استحوذ فيها "فتح الله غولن" على أجهزة الشرطة منذ 1991 وعن ما نجم عن ذلك منذ ذلك التاريخ.

ويعترف اليوم كل المجتمع التركي تقريبا بأن غولن حاول الاستيلاء على الحكم بطرق غير ديمقراطية. حتى أن الدولة "الموازية" تعاظمت قوتها في بعض الأحيان لتفوق قوة الدولة الشرعية. والآن يتم تنظيف الدولة من هذه الشبكة وفق ما تنص عليه القوانين وتسمح به.

وهنا يطرح سؤال نفسه: كيف يقوم غولن بغسيل دماغ أتباعه بهذا الشكل، ويخلق كادرا متعصبا مستعدا لتنفيذ كل ما يأمر به؟

على الرغم من أن جماعة غولن أو تنظيم غولن قد فقدوا أرضية المتعاطفين معهم بشكل كبير إلا أن طبقة الميليشيات لا زالت محافظة على نفسها. كيف غسل غولن عقول كوادر الميليشيات لتراه بأنه المهدي أو رجلا متعاليا على البشر؟ يمكننا بوضوح أن نتتبع كيف يؤثر غولن على أتباعه أو مريديه من خلال كتابه "عالمي الصغير"، وهو أحد كتب فتح الله غولن الذي قام بجمعه من المكتبات بهدف حجبه، وأنا أرى أن دار النشر التي تهتم بمصلحة البلد عليها القيام بنشره حرفيًّا لإطلاع العامة على محتواه.

لقد عمل لطيف أردوغان على  الكشف عن حقيقة غولن في كتاب.

وسأخص الفقرة التالية بالكلمات التي استعملها غولن لغسيل العقول:

"عالمي الصغير" الصفحة 43:

"عندما كنت طفلا كانت لدينا إوزات، وكنت أحبهم جدا. ويوما ما دخلت هذه الإوزات إلى حديقة جاري المتعبد الزاهد نجيب آغا المحترم، مما أثار غضبه فقام بضربهم وعندما أتيت رأيتهم وسط الدماء وبعض الإوزات قد كسرت قدمها وبعضها قلعت عينها. أثار هذا المشهد الأسى في قلبي إلا أنني لم أقل شيئا وكذلك أفراد عائلتي لم ينبس أحدهم ببنت شفة. ومضى بعض من الوفت لأرى غيمة ظهرت في السماء وأمطرت على حديقة جاري نجيب آغا وابلا من البرد لتأتي على حديقته برمتها، وبقينا نتأمل المنظر والدهشة عقدت ألساننا، لأن البرد لم يصب سوى حديقته...".

الصفحة 137:

"...في ذلك الوقت لم يكن هناك اهتمام بنظافة الكعبة وما حولها، حتى أنه كان هناك من يستعمل أسفل جدران الحرم كتواليت، وبسبب القذارة كان الذباب يتطاير هنا وهناك خصوصا في الليل حيث كانت تهاجم الناس وتعضهم وكنت أنا الوحيد الذي لم تعضه ذبابة رغم بقائي في الحرم 15 يوما...".

الصفحة 9:

"...حصل زلزال مدمر قبل الحرب العالمية، ولم يبقى بيتا في قرية كوروجوك، باسينلير، واضطر الجميع للنوم على القش في العراء على الرغم من هطول الثلوج حيث كان وقتها فصل الشتاء فلم يكن أحد يجرؤ على العودة إلى منزله، وكنت في أحد الأيام في طريقي متوجها إلى الحقل هكان أن رأيت محمد أفندي وقال لي: "إلى أين أنت ذاهب؟ يا شامل آغل (وهو اسم جدي)." فقلت ذاهب لأبيت في الحقل، فقال لي: "اذهب ونم في بيتك! وانظر إلى أنه لم يقع منه حجر واحد وإن حصل فأت به واضرب به رأسي." فسألته متعجبا: "لم؟" فرد على قائلا: "لقد جاء اليوم فخر الكائنات إلى القرية، ومن ورائه جاء الخلفاء الراشدون. وكان في يد حضرة علي مسمار كبير، فالتفت محمد عليه السلام إلي وقال: "هل هذه هي قريتك يا مُلّا محمد؟." قلت: "نعم." فالتفت عليه الصلاة والسلام إلى حضرة علي وقال له اضرب مسمار ا في هذه القرية لكي لا يصيبها زلزال بعد اليوم، فقام علي بضرب مسمار في أرض القرية. لقد قص جدي شامل آغا هذه القصة مرارًا على مسامعي، وكان يقول في كل مرة: "المعنى واضح، محمد أفندي إنسان روحاني."

وكثيرة هي الخرفات التي ألّفها فتح الله غولن في هذا الكتاب، ولا يزال هؤلاء المسلّحون الذين يؤمنون بهذه الخرافات يشكلون خطرا على تركيا حتى اللحظة.

 

عن الكاتب

راسم أوزان كوتاهيلي

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس