ترك برس

يعمل نوري كابا بمهنة صنع المواقد منذ 52 عامًا في منطقة “غونايسو” بولاية “ريزة” شمال شرقي تركيا، وذلك رغم انخفاض عدد العاملين بهذه المهنة بسبب التطور التكنولوجي وانتشار الغاز الطبيعي، ويعتني كابا بوالدته البالغة من العمر 107 أعوام وأيضًا بزوجته طريحة الفراش منذ أعوام طويلة.

وبالرغم من تقدم عمر نوري كابا، البالغ من العمر 74 عاما، إلا إنه لا يزال يؤدي مهنته بصنع المواقد على أتم وجه، فهي مصدر رزقه ورزق عائلته، فقد ربّى ثمانية من الأبناء من عائدها، ويعتني أيضا بوالدته البالغة من العمر 107 أعوام وزوجته طريحة الفراش.

كانت مهنة صانع المواقد من المهن الشائعة التي لا يستغنى عنها للتدفئة في مناطق شرق الأناضول، التي تشهد أحوالًا جويةً قاسيةً في أشهر الشتاء، إلا إنها حاليا على وشك الاندثار، بسبب التقدم التكنولوجي المؤدي لانتشار استخدام الغاز الطبيعي في التدفئة.

كما يبدأ موسم بيع المواقد مع برودة الجو وهطول الأمطار بعد 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، كما أشار صناع المواقد المدربين أبنائهم على هذه المهنة، إلى عدم رغبة هذا الجيل للتدرب على هذه المهنة، مما سيؤدي لاندثارها مع التطور التكنولوجي، بالتزامن مع انخفاض مبيعات المواقد وأيضا انخفاض مستخدميها.

وفي حديث لقناة “TRT Haber”، أعرب العم نوري كابا، عن حبه لمهنته: "قررت أن أسلك هذه المهنة خلال فترة تدريبي عليها فترة شبابي، و قطعت وعدا على نفسي بأن لا أتغرب عن منطقتي غونايسو وأن لا أغادرها أبدا، وأن أواصل عملي بهذه المهنة ما حييت".

يفتح العم نوري، دكانه المتواضع كل يوم تقريبا، الذي يعد مكان عمله وعنوان لقائه بأصدقائه، بعد أن يؤدي واجبه بالاعتناء بوالدته وزوجته. يقول نوري: “أصيبت زوجتي بالشلل قبل 26 عاما، بعد تعرضها لصدمة فقدان طفلين، ومنذ ذلك التاريخ وحتى هذا اليوم أواصل الاعتناء بها مع الاعتناء بوالدتي البالغة من العمر 107 أعوام، وتدعمني في ذلك ابنتي وزوجة ابني".

يوصي العم نوري كابا الجميع بزيارة المرضى: “ينبغي على الجميع زيارة المريض، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، رجالًا أو نساءً، لأن المريض ليس بحاجة للبقاء وحيدا طوال الوقت، بل يرغب برؤية أحد بجانبه، يتحدث معه ولو بضعة كلمات".

وقد أكد العم نوري، على مواصلته فتح دكانه والعمل به طوال حياته، للمحافظة على مهنته من النسيان والاندثار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!