زاهد صوفي - ترك برس

بعد أن انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية دون تمكّن أي من المرشحين الحصول على الأغلبية المطلقة (50+1)، اتجهت الأنظار نحو الحصان الأسود للاستحقاق الانتخابي وهو مرشح حزب الأجداد سنان أوغان الذي فجر مفاجئة من العيار الثقيل بحصده نحو 5.20 بالمئة من أصوات الناخبين.

وبدأت الأوساط السياسية والإعلامية اعتبارا من صباح الاثنين، بالحديث عن حظوظ المرشحين الإثنين اللذين تأهلا إلى الجولة الثانية وهما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال قليجدار أوغلو مرشح تحالف الأمة.

وفور اتضاح تأجيل الحسم إلى الجولة الثانية، بادرت الأحزاب والتحالفات إلى التواصل مع مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان الذي لم يتمكن من البقاء إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بهدف كسب تأييده في معركة الجولة الثانية.

وعلى الرغم من البيانات الرسمية التي صدرت من حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري بخصوص التواصل مع أوغان تفيد بأنه بمثابة تهنئة لحصوله على هذه النسبة المفاجئة من الأصوات، إلا أن المحللين السياسيين يقولون بأن تلك الاتصالات مع أوغان بمثابة بداية التفاوض معه لكسب تأييد أنصاره.

وليلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، اتصل زعيم حزب الشعب الجمهوري ومرشح تحالف الأمة كمال قليجدار أوغلو بأوغان، وهنأه على حصوله على 5.20 بالمئة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

بالمقابل هاتف وكيل رئيس حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، أوغان للغرض نفسه، حسب بيان صادر من الحزب.

واليوم علّق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على إمكانية التفاوض مع أوغان بهدف كسب تأييد مناصريه ودفعهم للتصويت لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال أكار في هذا الخصوص: "سنتخذ التدابير اللازمة، فإدارة الحزب والرئيس رجب طيب أردوغان سيُقدمون على الخطوات اللازمة في هذا الشأن".

- سياسات أوغان أقرب لتحالف أردوغان

بالنظر إلى أهداف وتطلعات تحالف الأجداد، يتضح بأن سياسات سنان أوغان أقرب إلى سياسات تحالف الجمهور الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، رغم وجود فارق جوهري وحيد بينهما وهو الموقف من المهاجرين واللاجئين.

أما بالنسبة لملفات السياسة الخارجية لتركيا ومكافحة الإرهاب، فهناك تطابق كبير بين سياسات أوغان وأردوغان. فكلاهما يدافعان بقوة عن حقوق تركيا في شرق المتوسط وعن حقوق أذربيجان ويعارضان بشدة تأسيس دولة إرهابية في الشمال السوري ويصران على مواصلة مكافحة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في شمال العراق وداخل الأراضي التركية، وكذلك لديهما موقف مشترك حيال حزب الشعوب الديمقراطي المقرب من تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.

ويتضح من التصريح الذي أطلقه أوغان أمس، بأنه ميّال أكثر لتأييد تحالف الجمهور، حين قال: "سأجري مشاورات مع حزبي النصر والعدل ومع القاعدة الشعبية لأقرر من سأدعم في الجولة الثانية".

لكنه أضاف قائلا: "خطوطي الحمراء واضحة، فمن يتسامح أو يتهاون مع "بي كي كي" الإرهابي أو امتداده السياسي في تركيا (حزب الشعوب الديمقراطي)، فلا داعي لأن يتفاوض معي لأنني لن أقبل أي شيء من هذا القبيل".

ومن المعروف للجميع أن تحالف الأمة الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري بزعامة المرشح كمال قليجدار أوغلو، يحظى بتأييد قوي من حزب الشعوب الديمقراطي.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!